في نقاش برلماني حول سياسة هدم البيوت وقتل مواطنين عرب بيد قوات الامن
بركة: سياسة الحكومة العنصرية ستدهور من جديد العلاقات بين العرب واليهود

قدم النائب محمد بركة، رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير، اقتراحا عاديا لجدول اعمال الكنيست حول سياسة هدم البيوت في الوسط العربي بشكل عام وفي النقب بشكل خاص، وحول مقتل مواطنين عرب على يد قوات الامن نتيجة لاستهتار الاجهزة الامنية بحمل السلاح واطلاق النار على المواطنين العرب بصورة عشوائية.
ومن الجدير ذكره انه تم تحويل هذا الاقتراح الى اقتراح عادي بعد ان كان اقتراحا لنزع الثقة عن الحكومة، وذلك بطلب من رئيس الكنيست رؤوبين ريفلين بسبب عدم تواجد رئيس الحكومة في البلاد.
وفي سياق الحديث قال النائب بركة انه فقط خلال الاسبوع المنصرم قتل مواطنان عربيان احدهم من الطيبة والآخر من النقب على يد قوات الامن، وهذا الامر يدل ان هناك استهتار من قبل الاجهزة المسؤولة عن الامن في قضية اطلاق النار على المواطنين العرب، ومن هنا يمكن الاستنتاج ان هذه الحكومة التي اتبعت سياسة الاغتيالات في السنوات الثلاث الماضية في المناطق المحتلة توجه رسالة للمواطنين العرب بان حياتهم غير مهمة، وهذا يتجلى بتعيين الازعر تساحي هنجبي، المعروف بتهجماته العنصرية على العرب، وزيرا للامن الداخلي، وهذا يوضح ان قتل المواطنين العرب لم يأت من الفراغ انما من الجو الذي لا يمت للديمقراطية باي صلة والذي يهدف الى اقصاء المواطنين العرب عن كافة المجالات والغاء شرعية ممثليهم حتى الوصول الى المس في حقهم بالاحتجاج وقتلهم بدم بارد.
واضاف بركة ان هذه الاعمال لم تأت بالصدفة، انما من الجو العام الذي يسود الدولة بعد انتخاب شارون، حيث انه وعد بفتح صفحة جديدة مع المواطنين العرب في الدولة، وعلى ما يبدو فان سخرية هذا الرجل لا حدود لها، اذ انه بالفعل فتح صفحة جديدة مع المواطنين العرب ولكنها صفحة جديدة قديمة تعيد ايام الحكم العسكري السوداء التي رغم سوادها لم تكن مثل هذه الايام.
وتطرق بركة الى قضية هدم البيوت في الوسط العربي بشكل عام وفي النقب بشكل خاص حيث قال انه في الآونة الاخيرة تم اصدار 150 انذار بالهدم بحجة البناء غير المرخص او المكوث في اراض بدون تراخيص، في ثلاث قرى غير معترف بها في النقب، وان هذه الخطوة تزيد من حدة المس بحقوق الواطنين العرب في كل ما يتعلق بحقوقهم كمواطنين وعلى الاخص بحقهم في المأوى.
واشار بركة الى ان سياسة الحكومة هذه بمساعدة البلدوزر الشاروني تجلب المصائب على عائلات باكملها وتجعلهم بدون مأوى، وان عدم تخصيص اراض للوسط العربي بحكم الزيادة الطبيعية وعدم وجود خرائط هيكلية يضطر المواطنين الى البناء حتى لو كان معروفا ان هذا البناء سيهدم، وبهذا تريد الحومة قلع المواطنين العرب من ارضهم وبيوتهم، ولكن هذا لن يحصل.
وقال بركة ان احداث اوكتوبر 2000 الاسود قد مر والسؤال المطروح هو ماذا بعد؟،حيث ان الاضطهاد المنهجي ضد المواطنين الرب وهدم منازلهم وقتلهم يدلون على مستقبل رهيب في العلاقات بين العرب اليهود في الدولة، اذ ان هذا القهر المستمر ل20 % من المواطنين في الدولة وملاحقتهم في بيوتهم وفي وجودهم ولقمة العيش والعمل لا يمنحهم الحد الادنى من مساحة التقدم والتطور.
وان هذه الحكومة ستوصلنا لكارثة، لان المواطنين العرب يعيشون في هامش الحوار السياسي وفي هامش الاقتصاد والفي هامش الحقوق المدنية والاجتماعية، وبالتالي فان كل هذه العوامل تشكل مسببا للانفجار، لهذا يجب على من يؤمن بالمبادئ المدنية ان يتصدى لهدم البيوت في النقب وضد قتل المواطنين العرب وضد السياسة الاقتصادية المجرمة
الاربعاء 2003- 07- 30


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع