لا بديل لوحدتكم الوطنية لمواجهة تحديات العدو المصيرية
حق العودة مقدّس لا سلام بدون انجازه

اليوم الخامس عشر من ايار يُحيي الشعب العربي الفلسطيني في مختلف اماكن تواجده، في مخيمات الشتات القسري وفي المناطق الفلسطينية المحتلة، الذكرى السنوية الثامنة والخمسين للنكبة الفلسطينية التي حرمت هذا الشعب، من حقه في الوطن المستقل ومن حقه في السيادة الوطنية، وحولت غالبيته الى شعب من اللاجئين خارج حدود وطنه، كما حولت قسما كبيرا من ابنائه وارضه في المناطق الفلسطينية المحتلة في السبعة والستين، الى ضحايا جرائم الاحتلال الاسرائيلي وسوائبه من قطعان المستوطنين، هذا اضافة الى اكثر من مليون عربي فلسطيني بقي متجذرا في ارض الوطن يعاني من جرائم سياسة القهر القومي والتمييز العنصري، التي تمارسها بمنهاجية سلطة الاضطهاد القومي الاسرائيلية. ويعتبر هذا اليوم يوما تضامنيا عربيا وعالميا حيث تجري في مختلف البلدان العديد من النشاطات والفعاليات، التي ينظمها انصار حق الشعب العربي الفلسطيني الوطني، الشرعي بالدولة والقدس والعودة.
ويبرز في هذه المناسبة التركيز على حق العودة للاجئين الفلسطينيين وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وخاصة قرار الامم المتحدة 194. فليس من المنطق بمكان ولا من الشرعية الدولية بمكان، ولا من الانسانية بمكان مصادرة حق اربعة ملايين الى خمسة ملايين عربي فلسطيني لاجئ، ممارسة حقهم الوطني بالعودة الى ديارهم، الى وطنهم الذي تشردوا منه ظلما وعدوانا. فالعودة حق مقدس لا يسري عليه قانون التقادم، ولا يمكن انجاز السلام العادل وانهاء الصراع الاسرائيلي- الفلسطيني- العربي وبناء قواعد الامن والاستقرار في المنطقة، بدون انجاز حق العودة والتوصل الى حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين الصارخة.
وفي مناسبة احياء الذكرى السنوية للنكبة الفلسطينية التي تصادف هذا العام، في ظروف تصعيد المحتل الاسرائيلي لعدوانه الاجرامي، بفرض حصار الجوع والتجويع على الفلسطينيين في المناطق الفلسطينية المحتلة، في هذه المناسبة فان الواجب الانساني يستدعي من انصار السلام العادل وحقوق الانسان وحق الشعوب، بالحرية والسيادة الوطنية في كل مكان في البلدان العربية والاسلامية واسرائيليا وعالميا، ان تصعّد من نضالها وضغوطاتها لفك الحصار الاحتلالي الوحشي الذي يطوّق رقبة الشعب الفلسطيني وتقديم العون للسلطة الوطنية الفلسطينية، وللحكومة الفلسطينية.
كما يستدعي تصعيد النضال لافشال خطة التجميع وترسيم الحدود التي تعمل حكومة اولمرت- بيرتس الشارونية على تجسيدها من طرف واحد، بهدف ضم غالبية مساحة الضفة الغربية المحتلة الى اسرائيل، ومنع قيام دولة فلسطينية مستقلة في حدود السبعة والستين وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة. اكدنا ونؤكد اليوم، ورغم البلطجية العدوانية الاسرائيلية المدعومة من ادارة عولمة ارهاب الدولة المنظم الامريكية، انه لا يمكن وقف نزيف دم الصراع الاسرائيلي- العربي اذا لم تنجز الحقوق الوطنية الفلسطينية، حقه في الدولة والقدس والعودة كشرط لا بد منه لبناء جسور الاستقرار والسلام في المنطقة.
وكلمة نوجهها لاخوتنا الفلسطينيين، لا بديل لوحدتكم الوطنية لمواجهة تحديات العدو المصيرية.
الأثنين 15/5/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع