مبارك هذا التقليد وهامّ جدا!

يستعد انصار السلام والصداقة بين الشعوب واعداء الحرب والفاشية والعنصرية، من العرب واليهود في بلادنا، للمشاركة غدا في "الغابة الحمراء" على سفوح جبال القدس احياء للذكرى الواحدة والستين للنصر على النازية الهتلرية في الحرب العالمية الثانية. وقد اطلق على هذه الغابة اسم "الغابة الحمراء" تقديرا للدور البطولي التاريخي الحاسم للجيش الاحمر السوفييتي، في تحطيم وهزيمة النظام الوحشي النازي الالماني الهتلري. فمنذ زرع هذه الغابة في نهاية التسعة والاربعين من القرن الماضي اصبح احياء ذكرى النصر على النازية، الذي كانت تنظمه حركة الصداقة مع الاتحاد السوفييتي واليوم حركة الصداقة مع الشعوب تقليدا سنويا مباركا، يشارك في احيائه الشيوعيون وغيرهم من انصار السلام واعداء الفاشية والتفرقة العنصرية.
ورسالة احياء الذكرى في "غابة الجيش الاحمر" لا تقتصر على دغدغة الذاكرة الجماعية في نقل الحقيقة عن دور الاتحاد السوفييتي وجيشه الاحمر المظفر، في تخليص البشرية من اشرس وحش بشري مفترس، خاصة وانه يجري في بلادنا من قبل الحكام والاحزاب الصهيونية تزوير الحقيقة التاريخية بالعمل على تقزيم الدور السوفييتي وشعوبه وجيشه الاحمر الحاسم في تلك الحرب. ولا يقتصر الامر عند ذلك، بل ان اهم ما تتضمنه هذه الرسالة هو ما العمل لمنع عودة الذئب الفاشي الى حظيرة الافتراس، ما العمل لمواجهة المد التصاعدي للهجمة الفاشية – العنصرية المعادية للعرب وللدمقراطية في بلادنا. فالفاشية العنصرية الاسرائيلية تشحذ انيابها الصفراء المفترسة على مختلف الصعد والاتجاهات. فقطعان الفاشيين وعصابات الارهاب الفاشية العنصرية في اوكار المستوطنات الكولونيالية في المناطق الفلسطينية المحتلة تعيث فسادا واجراما وعدوانا ضد الفلسطينيين وبتغطية وتشجيع ودعم من سلطة الاحتلال الاسرائيلي وقواتها الغازية المحتلة. وفي ظل سياسة التمييز القومي العنصرية التي تمارسها حكومات اسرائيل المتعاقبة وتحت دفيئتها يتصاعد المد الفاشي العنصري المعادي للاقلية القومية العربية الفلسطينية من مواطني اسرائيل، والذي يرفع مطلب مصادرة الحقوق السياسية الشرعية للعرب وتهجير اكبر عدد منهم خلف الحدود، خارج وطنهم الذي هم اهله الاصليون. ففي ظل التربية العنصرية الرسمية المعادية للعرب والمتراكمة خلال ثمان وخمسين سنة، فان استطلاعات الرأي تشير الى ان اثنين وستين من اليهود يؤيدون الترانسفير بترحيل العرب من وطنهم وبتجريد العرب من الحقوق المدنية السياسية.
وفي ظل  السياسة العنصرية الرسمية الممارسة ضد المواطنين العرب والعدوان الدموي ضد الشعب العربي الفلسطيني وحقوقه الوطنية يتجرأ مأفون ومافيونير فاشي مثل افيغدور ليبرمان برفع شعار ترحيل اهالي ام الفحم واهالي قرى وادي عارة الى خارج حدود الوطن ويطالب باعدام النواب العرب، ومثل هذه الحشرة الفاشية امثال كثيرة من احزاب فاشية وعنصرية ومن موتورين يمينيين وربانيم من شياطين الفاشية.
ان هذه الحقائق عن الهرولة الفاشية العنصرية في اسرائيل غيض من فيض، الامر الذي يستدعي رص اوسع وحدة صف كفاحية يهودية – عربية، عربية – يهودية لمواجهة وتحطيم انياب الذئب الفاشي. وهذه احدى رسائل احياء ذكرى النصر على النازية.
الجمعة 12/5/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع