تقرير مراقب الدولة إدانة صارخة للمسؤولين

معطيات التقرير السنوي الذي اصدره مراقب الدولة يتضمن العديد من الانتقادات لقصورات وخروقات كثيرة في شتى مجالات الممارسة. وسنكتفي في سياق كلمة "الاتحاد" بالتطرق الى المعطيات التي تضمنها التقرير بخصوص قضية حوادث الطرق وكيفية معالجتها.
فبالنسبة لهذه المسألة فان التقرير يكشف مدى استهتار المسؤولين بحياة ومصير الناس الذي نتائجه حوادث مأساوية على الطرق، مجازر على الطرق توقع يوميا العديد من الضحايا بين قتلى وجرحى. وقد خصص تقرير مراقب الدولة فصلا كبيرا شاملا لموضوع حوادث الطرق وسبل معالجتها. وقد تضمن هذا التقرير انتقادا لاذعا الى الهيئات المختصة والمسؤولة التي فشلت فشلا ذريعا في مكافحة حوادث الطرق، اتهمها باللامبالاة وبالاستهتار بحياة المواطنين، وانها تعمل بدون برمجة او تخطيط وبدون نظام وبدون تفكير جدي. واكد التقرير ان مكافحة حوادث الطرق لم تكن هدفا وطنيا للحكومة!!
كما وجّه تقرير مراقب الدولة سهام  الادانة والانتقاد الى السلطة الوطنية لمكافحة حوادث الطرق التي لم تنجح في تحمّل مسؤولياتها والقيام بواجباتها. وان النشاطات في مجال الاعلام والتربية حول السياقة الحذرة كانت جزئية، كما ان المراقبة على سلطة الترخيص وعلى مدارس السياقة كانت ايضا جزئية، فقسم الترخيص في وزارة المواصلات – كما يؤكد التقرير – لا يجري الرقابة الدائمة والمنهجية من اجل منع تزوير رخص السياقة.
ولم تنج الشرطة واجهزتها واذرعها من سهام الانتقاد والادانة في تقرير مراقب الدولة. فالتقرير يتهم الشرطة انها لا تبذل الجهود ولا تسعى دائما للتحقيق في حوادث الطرق وكيفية وقوعها. فالشرطة حسب تقرير مراقب الدولة لا تنفذ تحليلات مميزات خاصة لسائقين معروفين بمخالفة قوانين السير وعدم التزامهم بها. كما لم تضع الشرطة معايير ومقاييس لسائقين مخالفين وفوضويين في السياقة، ولم تضع خطة منهجية واضحة لمواجهة هؤلاء السائقين الفوضويين.
رغم اهمية ما جاء في تقرير مراقب الدولة من انتقادات لاذعة وادانات صارخة للمسؤولين بسبب تقصيرهم وعدم جدية توجههم في مكافحة جرائم حوادث الطرق الا ان هذا التقرير ينقصه التوجه الجدي فيما يتعلق بتحديد الموقف من الاهمال والقصورات وعدم جدية المسؤولين والذي يعاني منه المواطنون العرب. فعدد ضحايا حوادث الطرق بين المواطنين العرب اكثر بكثير، وبما لا يقاس، بالمقارنة مع ضحايا حوادث الطرق من المواطنين اليهود. وهذا ليس صدفة، وليس نتيجة لتهوّر العرب في السياقة، او انهم اقل حذرًا في السياقة من ابناء عمومتهم، بل هذا يعكس ايضا احد اوجه سياسة التمييز القومي السلطوية ضد الاقلية القومية العربية الفلسطينية في اسرائيل. فمن اهم الاسباب التي تكشف عن هذه الحقيقة رداءة وتخلف البنية التحتية، الشوارع، التي تربط المدن والقرى العربية مع خارج محيطها، واماكن العمل البعيدة عن مكان سكنى العاملين العرب واسباب اخرى.
الخميس 11/5/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع