ليس هذا ما ينتظره شعبنا المحاصر!!

إنفجار الصدامات المسلحة بين انصار من فتح وانصار من حماس في خان يونس وغيرها التي تحصد الضحايا بين قتلى وجرحى، تعتبر خنجرا ساما في خاصرة وقلب وظهر المصلحة الوطنية الفلسطينية العليا، والتي لا يستفيد من ورائها سوى المحتل الاسرائيلي وجميع اعداء الشعب العربي الفلسطيني وحقوقه الوطنية الشرعية وفي مقدمتهم ادارة عولمة ارهاب الدولة المنظم الامريكية. فهذه الصدامات الفتحاوية – الحماسية تعتبر بمثابة جريمة لا تغتفر بحق الشعب العربي الفلسطيني، خاصة في هذا الظرف المصيري الذي يواجهه في مواجهة تصعيد العدوان والتآمر الاسرائيلي – الامريكي لمصادرة الحقوق الوطنية الفلسطينية الشرعية وحرمان الشعب الفلسطيني من حقه في الحرية والاستقلال الوطني في اطار دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية المحتلة.
تأتي هذه الصدامات المسلحة في وقت يفرض فيه المحتل الاسرائيلي حصاره الاجرامي، حصار الجوع والتجويع على الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة والى درجة تهدد بكارثة انسانية من جراء ذلك. فأمس اعلن عن موت ثلاثة مرضى فلسطينيين بالكلى بسبب عدم توافر العلاج اللازم والادوية اللازمة من جراء الحصار الهمجي الاحتلالي المطبق. كما تجري هذه الصدامات المغامرة الفلسطينية – الفلسطينية في وقت تؤكد فيه حكومة اولمرت – بيرتس الشارونية انها ستنهي حتى نهاية السنة الحالية بناء جدار الضم والفصل العنصري الذي يقضم مساحات واسعة من الارض الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية والقدس وضواحيها والذي يجري اعدائه كمحك لترسيم حدود اسرائيل الاقليمية – السياسية من طرف واحد وبتجاهل تام للطرف الفلسطيني صاحب الارض المستباحة بشكل بلطجي عربيد. فأي مصلحة وطنية لشعبكم يا فتحاويون ويا حماسيون ان تسود لغة السلاح والاقتتال في ما بينكم وعدو شعبكم وحقوقه الوطنية، المحتل الاسرائيلي، يكشّر عن انيابه الصفراء لتمزيق اوصال الوحدة الاقليمية للارض الفلسطينية المحتلة وبهدف افتراس وضم اكثر من نصف مساحة الارض المحتلة الى اسرائيل وحرمان شعبكم من حقه الشرعي بالدولة والقدس والعودة.
اية مصلحة وطنية هذه انتم من وراء انشغالكم بالصراع القبلي الفئوي، بعضكم ضد بعض وحليف وسند المحتل الاستراتيجي الرابض في "البيت الابيض" الامريكي يعد عن طريق نواب في الكونغرس الامريكي قانونا ارهابيا معاديا للشعب العربي الفلسطيني مدلوله السياسي خدمة العدوانية الاسرائيلية بالاستناد الى اعتبار ان الشعب العربي الفلسطيني ليس اكثر من شعب ارهابي لا حق له في الحرية والاستقلال الوطني والتخلص من براثن ذئاب الاحتلال الاسرائيلي.
ليس هذا ما ينتظره شعبنا المحاصر منكم يا اخوتنا في فتح وحماس. فالظرف المصيري جدا الذي يهدد حاضر ومستقبل الشعب العربي الفلسطيني وتطوره يستدعي اكثر من أي وقت مضى، وحدة الشعب الفلسطيني وفصائله الكفاحية المتمسكة بثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية  غير القابلة للتصرف، يستدعي اكثر من أي وقت مضى الجلوس حول طاولة الحوار الوطني لصياغة وبلورة برنامج الكفاح الوطني المتفق عليه والذي يجند في صف واحد السلطة والحكومة ومختلف الفصائل المسنودة من جماهير الشعب الفلسطيني.
نناشدكم يا جميع اهلنا، يا مختلف الفصائل والقوى الوطنية التمسك بالجوهري وهو التحرر الوطني من قيود الاحتلال الاستيطاني الذي يفرض موضوعيا اعادة اللحمة الى الصف الوطني.
الأربعاء 10/5/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع