تقمصت فعلا بدلة الجنراليزمو يا بيرتس!

ابان المنافسة الانتخابية البرلمانية للكنيست ارتدى رئيس حزب "العمل" عمير بيرتس، بدلة "الجنرال الاجتماعي" واظهر ان قلبه يوجعه على الفقراء والمحتاجين الى درجة انه وزع الوعود على الشمال وعلى اليمين بانه سيعمل على تقليص ميزانية الامن العسكرية بملياري شاقل وانه سيدفع العجلة باتجاه التسوية السياسية مع الفلسطينيين وذلك لتوفير المصادر المالية وظروف الاستقرار السياسي لتحسين ورفع مستوى معيشة الشرائح الاجتماعية المسحوقة وانقاذ المحتاجين من براثن الفقر.
ولكن، وكما اتضح على ارض الواقع شتان ما بين الموقف الاستهلاكي لاصطياد الاصوات في المعركة الانتخابية وبين حقيقة الموقف بعد انتهاء هذه المعركة.
فعمير بيرتس خلع عن جسده بدلة الجنرال الاجتماعي واستبدلها بنقيضها، ببدلة جنراليزمو وزير الامن مكشرا عن الانياب المفترسة لالتهام الضحايا. فامس الاثنين وفي لقائه الاول مع هيئة اركان القيادة العامة للجيش الاسرائيلي، صرح وزير "الامن" عمير بيرتس، انه "يرى نفسه بمثابة جدار واق لحماية جهاز الامن في أي بحث جماهيري وبالطبع وبالذات في النقاش على ميزانية هذا الجهاز، كما اكد متطرقا الى الميزانية الجديدة، الى انه ملزم اولا وقبل كل شيء بحماية جهاز الامن وانه سيطالب بتغيير النظرة والاستيعاب بالنسبة لميزانية لعدة سنوات تقرر سلفا، وذلك لان الاستعدادات واجراءات بناء القوة العسكرية هي طويلة الامد. والمدلول السياسي لهذه الاقوال ان عمير بيرتس يحرص على ضمان حرية الجهاز الامني من خلال توفير الغذاء الدسم من آلات التدمير العصرية العسكرية وعلى حساب عدم توفير الامن الغذائي للفقراء والمحتاجين. فرئيس حزب العمل وافق عمليا من خلال تسلمه لحقيبة الامن ان يكون المتعهد الثانوي في خدمة سياسة التصعيد العدواني ضد الشعب العربي الفلسطيني وحقوقه الوطنية التي انتهجتها حكومة شارون وتواصل انتهاجها حكومة اولمرت كديما وبتواطؤ وانسجام من قبل "العمل" الشريك الائتلافي المركزي في هذه الحكومة.
ومن كان بالامس القريب جنرالا اجتماعيا لم نسمع صوته محتجا على جريمة حكومته بلجوئها الى رفع اسعار الخبز التي يتضرر من جرائها الفقراء والعائلات محدودة الدخل الهزيل. وبررت احدى الشخصيات المقربة جدا من عمير بيرتس بتركيبة طاقم انياب الجنراليزمو وخلع انياب الثعلب الاجتماعي "بان المحك بالنسبة لعمير بيرتس يكون بان ينجح ويفاجئ في مسؤولية وزير الامن، فهذا سيجعله جاهزا لان يكون مرشحا واقعيا وموهلا لرئاسة الحكومة"!! فاذا لم يثبت انه من فصيلة الجنراليزمو في دفع عجلة العدوان وترسيخ اقدام الاستيطان وارتكاب الجرائم ضد الفلسطينيين والانتقاص من ثوابت حقوقهم الوطنية، من حقهم بالدولة والقدس والعودة، اذا لم يثبت ذلك فان لن يكون مؤهلا للمنافسة على رئاسة الحكومة!
ان التوقعات يا عمير بيرتس، حتى من داخل حزبك، تؤكد بان هذه الحكومة التي ركعت في محرابها ليست ببنت معيشة وسيقصف اجلها قبل موعدها القانوني المحدد. فحكومة تواصل سياسة الاحتلال والعدوان والافقار وتدير ظهرها للتسوية السياسية العادلة وللعدالة الاجتماعية لن تعمر طويلا.

الثلاثاء 9/5/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع