تحية تضامن الى بوليفيا شعبا ونظاما

في هذه الايام السوداء التي تواجه من خلالها شعوب وبلدان المنطقة طاغوت العدوان البلطجي العربيد للتحالف الاستراتيجي العدواني الامريكي – الاسرائيلي ان كان ذلك في العراق المحتل النازف دما او في المناطق الفلسطينية المحتلة النازفة دما وان كان ذلك في نسج المؤامرات لتمزيق الوحدة الوطنية في لبنان وضد سوريا ونظامها، وان كان ذلك في زرد الرسن حول رقبة عدد من الانظمة العربية لضمان تدجينها اكثر، وخنوعها اكثر واستعدادها اكثر لخدمة استراتيجية العدوان والهيمنة الامريكية في المنطقة، في هذه الايام السوداء يثلج صدر كل وطني تقدمي أي خبر او حدث مدلوله السياسي "خارج عن المألوف" في هذا العهد الامريكي الاسود، خبر او حدث يتحدى غطرسة الامبريالية والعولمة الرأسمالية الوحشية المفترسة ويتحرر من قيودها القاتلة. ما يبعث على التفاؤل ان رياح التغيير الثوري التقدمي المعادي للهيمنة الامريكية واخطبوط احتكاراتها اللصوصية تعصف على القارة الامريكية الجنوبية التي كانت تعتبرها الامبريالية الامريكية حتى الامس القريب مزرعة في خدمة مصالحها. فرياح التغيير التي طالت فنزويلا والبرازيل وتشيلي والبيرو وتزمجر في الارجنتين وغيرها قد عصفت على بوليفيا مؤخرا واوصل شعبها الى سدة الحكم نظاما ورئيسا من الشعب والى الشعب، رئيسا يساريا تقدميا معاديا للهيمنة الامريكية وللصوص من الاحتكارات الاجنبية التي تنهب الثروات الطبيعية البوليفية وحولت شعبها الى اكثر الشعوب فقرا في امريكا اللاتينية. وقياس طابع هوية النظام يكمن في طابع السياسة التي ينتهجها في المجالين السياسي والاقتصادي الاجتماعي. ومعيار تقدمية النظام تكمن في طابع التغييرات الجذرية التي يجريها في المجال الاقتصادي - الاجتماعي وفي الموقف السياسي من قضايا العصر والبشرية. ومن الخطوات المباركة التي اتخذها الرئيس البوليفي ابو موراليس انه امم قطاع النفط والغاز الطبيعي، مؤكدا انها الخطوة الاولى سيتبعها تحرير قطاعات اخرى من ايدي الاحتكارات الاجنبية واستعادة ملكية الدولة والشعب البوليفي للثروة الوطنية. ولم يكتف نظام ابو موراليس بخطوة التأميم الجريئة، بل اتجه لتوثيق علاقات التعاون والتنسيق مع الانظمة الثورية التقدمية مع كوبا الثورة برئاسة القائد والرئيس الثوري المتميز فيدل كاسترو وَمع فنزويلا التقدم برئاسة هوجو شافيز. ففي التاسع والعشرين من شهر نيسان الماضي وقع الرئيس البوليفي موراليس مع الرئيس الكوبي كاسترو والفنزويلي شافيز على معاهدة اتفاقية تجارية مدلولها السياسي والاقتصادي رفض ومواجهة اتفاقية التجارة الحرة التي تعمل الولايات المتحدة الامريكية على تسويتها وتجسيدها في القارة الامريكية الجنوبية. فمعاهدة الاتفاقية التجارية بين البلدان والانظمة الثلاثة المذكورة تضمن توجها اشتراكيا في المجال التجاري والتعاون الاقليمي، توجها قائم على الندية والمساواة وخدمة المصلحة الحقيقية لتطور ونمو شعوب وبلدان بوليفيا وكوبا وفنزويلا. فمعاهدة الاتفاقية التجارية الثلاثية الجديدة صيغت على نسق الاتفاقية الشبيهة التي ابرمت بين كوبا وفنزويلا قبل سنة والتي ادت الى زيادة التداول التجاري بين البلدين ليصل الى حوالي ثلاثة مليارات ونصف المليار دولار في هذا العام، أي اكثر باربعين في المئة من حجم التداول في العام الفين وخمسة. فالف تحية تضامن مع بولونيا واخواتها.

الخميس 4/5/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع