لا استقرار في العراق مع بقاء الاحتلال الاجنبي

هرع الى العاصمة العراقية بغداد امس الاول، وزير الحرب الامريكي دونالد رامسفيلد ووزيرة خارجية نظام بوش، كوندوليزا رايس. وقالوا في وسائل الاعلام الغربية ان الزيارة كانت "مفاجئة" والواقع انها لم تكن زيارة مفاجئة ابدا، بل تندرج في اطار التخطيط الاستراتيجي للمحتل الامريكي في العراق. فلم يكن من وليد الصدفة ان دونالد رامسفيلد اجتمع حال وصوله الى بغداد اولا وقبل كل شيء مع قائد قوات الاحتلال الامريكي في العراق الجنرال جورج كيسي الحاكم الفعلي لبلاد الرافدين وليس مع رئيس الحكومة الجديد، جواد المالكي وغيره من المسؤولين الجدد الذين اختارهم البرلمان في ظل الوجود الاحتلالي. فالهدف من اللقاء اولا مع الجنرال كيسي هو تنسيق الخطى حول امرين اساسيين:
* الاول، الضغط على القوى العراقية المختلفة للاسراع في تركيبة الحكومة الائتلافية الجديدة حسب المقاييس الامريكية، على اساس المحاصصة الطائفية الاثنية والقومية من اكراد وعرب شيعة وعرب سنة تخدم مصالح الاستراتيجية العدوانية للمحتل الامريكي، فاقامة حكومة على اساس المحاصصة الطائفية يكون من السهل على الغزاة المحتلين اشعال نار الفتنة الطائفية بين مركباتها في أي وقت يراه المحتل مناسبا، هذا من جهة، ومن جهة اخرى استغلال قيام هذه الحكومة لايهام الرأي العام العالمي انه اصبح في العراق "عنوان وطني" وان العراق يسير في طريق الاستقرار ومواصلة ارتكاب جرائم الحرب والتدمير ضد شعب العراق تحت هذا الغطاء الزائف.
*  والثاني، ان رامسفيلد ورايس يدركان جيدا ان قرار مجلس الامن الدولي يوفر الغطاء "الشرعي" لوجود القوات الامريكية الغازية وللقواعد العسكرية الامريكية حتى نهاية العام الفين وستة الحالي. ولهذا جاءت الزيارة لعمل ترتيبات جديدة مع الحكومة العراقية الجديدة بهدف ترسيخ اقدام الوجود العسكري الاستراتيجي العدواني الامريكي في العراق، فدستور العراق الذي تمّت صياغته تحت اشراف المحتل الانجلو- امريكي يخوّل الحكومة العراقية صلاحية تمديد مدة وجود الغزاة المحتلين على ارض العراق. ولهذا فان رامسفيلد ورايس معنيان بقيام حكومة مدجّنة امريكيا تبصم بالعشرة على بقاء القواعد العسكرية الامريكية والوجود الاستراتيجي الامريكي مهيمنا في العراق.
ما نود تأكيده ومن خبرة جميع الشعوب في صراعها مع الوجود الاحتلالي الغاشم، وبضمنها شعب العراق الماجد، ان شعب العراق لن ينعم ابدا بالاستقرار ما دام الاحتلال الاجنبي جاثما على صدره وارض بلاده وما دامت السيادة الوطنية الحقيقية لشعب العراق ودولة العراق مداسة ومهانة ومصادرة من قبل المحتلين. وحمام الدم الذي يعاني منه شعب العراق في ظل الاحتلال والانفلات الامني واشتعال المقاومة للوجود الاحتلالي وانتشار عصابات القتل والتدمير، كل ذلك يؤكد اهمية رص صفوف الوحدة الوطنية العراقية لكنس المحتلين وبناء عراق الاستقلال والاستقرار.
الخميس 27/4/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع