ألجريمة الهمجيّة في منتجع "دهب"

كان من كان من نفذ العملية الارهابية في منتجع "دهب" في شبه جزيرة سيناء المصرية، وكان من كان من وقف وراء هذه العملية الوحشية، فانه لا يمكن وصفهم الا بهمج البشر، قتلة ومجرمين بحق الانسانية وبحق ضحاياهم الذين سقطوا بالعشرات بين قتلى وجرحى دون أي ذنب ارتكبوه.
فوحوش البشرية من القتلة المجرمين وقّتوا ارتكاب مجزرتهم في يوم يحتفل فيه الشعب المصري بمناسبتين، بالذكرى السنوية لتحرير شبه جزيرة سيناء من نير الاحتلال الاسرائيلي وبعيد الربيع او ما يطلق المصريون عليه عيد شم النسيم. وفي هاتين المناسبتين، وخاصة في عيد الربيع، يخرج المصريون الى التماهي مع جمال الطبيعة ونسيمها العليل، الى التنزه والى منتجعات الراحة. ولهذا لم يكن من وليد الصدفة انه في يوم عيد الربيع وتحرير سيناء كان منتجع "دهب" مكتظا بالمصطافين المصريين من موظفين وغيرهم وكذلك بالسياح الاجانب من عدة بلدان. جاء المصطافون للراحة والترويح عن النفس وقضاء وقت ممتع فانتزع القتلة حقهم الانساني بالحياة وراحة البال وقصفوا آجال العديدين قبل الميعاد وحولوا افراح المصطافين الى عويل جنائزي.
والسؤال الذي يطرح نفسه، ما الهدف من وراء ارتكاب هذه المجزرة الرهيبة في منتجع "دهب"، ومن له مصلحة في ارتكابها؟ ان كان من ارتكب هذه الجريمة من عصابات الارهاب الاصولية المتطرفة بهدف الانتقام من النظام المصري فهذه جريمة مزدوجة، جريمة لان ضحاياها من الناس الابرياء، من المدنيين المصريين والاجانب، وهي جريمة لانها وجهت ضربة قاتلة وموجعة الى فرع السياحة المصرية الذي يعتبر عصب الاقتصاد المصري الهام. وان كشف اللثام عن وجه المجرمين الذين ارتكبوا المجزرة في "دهب" المصرية واتضح انهم من عصابات الاصولية الاسلامية المتطرفة فانهم ليسوا فقط اعداء الاسلام الحنيف الذي يدين مثل هذه الجرائم، بل انهم بجريمتهم هذه يقدمون خدمة جليلة لاعداء الشعوب والعرب والمسلمين الرابضين في وكر "البيت الابيض" وفي اوكار خدام السياسة العدوانية الامريكية والاسرائيلية، والذين سيستخدمون مثل هذه الجريمة وغيرها لتبرير ممارستهم ارهاب الدولة المنظم ضد بلدان وشعوب المنطقة.
ان من يستفيد من وراء هذه العملية الارهابية ومن ضرب السياحة المصرية هم المنافسون لمصر في مجال السياحة وخاصة اسرائيل. فالألوف المؤلفة من المواطنين العرب واليهود في اسرائيل يتوجهون سنويا، في الصيف وفي الاعياد، الى المنتجعات المصرية، الى شرم الشيخ وطابا ودهب وغيرها طلبا للراحة. وهذه الحقيقة عكست اثرها السلبي على السياحة الاسرائيلية وعلى المنتجعات الاسرائيلية، على ايلات وغيرها، التي تضررت من الهرولة الاسرائيلية بالالوف الى اماكن الراحة المصرية. ولهذا، يتنفس اصحاب المنتجعات واماكن الراحة في اسرائيل الصعداء من احداث دموية كما جرى في دهب، وكما يقول المثل "مصائب قوم عند قوم فوائد"، والواقع انه لا فوائد من جرائم الارهاب ضد الناس الابرياء، لا فوائد من حصاد للارواح البريئة، فالجرائم الانسانية المخضّبة بدماء الضحايا الابرياء لا يمكن ان تكون الا عملية رذيلة ومدانة.
الأربعاء 26/4/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع