الاحتلال كان ولا يزال مسؤولا عن كل نقطة دم يهودية فلسطينية تراق
في يوم الاسير الفلسطيني

صادف امس الاثنين، السابع عشر من نيسان، يوم التضامن مع الاسير الفلسطيني، حيث تنطلق المسيرات والنشاطات الاحتجاجية في المناطق الفلسطينية وفي بلادنا ومختلف البلدان تحت شعار "الحرية لسجناء الحرية" والمطالبة باطلاق سراح السجناء السياسيين الفلسطينيين الذين يقبعون في غياهب سجون الاحتلال الاسرائيلي. وفي بلادنا، وبدعوة من لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في اسرائيل جرت مسيرة الى سجن "عوفر" تطالب باطلاق سراح احمد سعدات الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وزملائه.
وحسب المعطيات الرسمية الفلسطينية وغير الفلسطينية، فان كل فلسطيني رابع من المناطق الفلسطينية المحتلة، أي رُبع عدد الفلسطينيين في هذه المناطق، قد عانى خلال سنوات الاحتلال الاسرائيلي من غياهب سجون الاحتلال الغاشم. وتأتي هذه المناسبة في هذا العام في وقت يصعّد فيه المحتل الاسرائيلي من عمليات الملاحقة والاعتقال الجماعي، اعتقالات بالجملة للفلسطينيين الذين يدخلهم المحتل في خانة "مطلوبين" "ذنبهم" الاساسي انهم من فصائل فلسطينية مقاومة للاحتلال، او ممن يشتبه بهم انهم من مقاومي الوجود الاسرائيلي الغاصب. تأتي هذه المناسبة في وقت يصعّد فيه المحتل الاسرائيلي جرائمه ضد الانسانية، وبحق الشعب الفلسطيني في المناطق الفلسطينية المحتلة، وذلك من خلال فرض العقوبات الجماعية، من قتل بالجملة يوميا للمدنيين الفلسطينيين من اطفال وغيرهم ضحايا قصف جند هولاكو للاحياء السكنية الفلسطينية الى فرض حصار الجوع والتجويع المطبق على المناطق الفلسطينية والذي يهدد بكارثة انسانية عواقبها وخيمة. فيوم التضامن مع الاسير الفلسطيني يأتي عمليا في وقت يتواجد فيه الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة خلف قضبان اسر قسري اجرامي يفرضه المحتل الغاشم.
وفي وقت يبذل فيه انصار الحق الفلسطيني المشروع بالحرية والاستقلال الوطني الجهود لكسر طوق حصار الجوع والتجويع الذي يفرضه المحتل وبدعم من الحليف الامريكي والتواطؤ الاوروبي والتخاذل العربي، في هذا الوقت بالذات وفي يوم التضامن مع الاسير الفلسطيني، ترتكب جريمة مغامرة فلسطينية في المحطة المركزية القديمة في تل ابيب، تجري عملية انتحارية تفجيرية يكون ضحاياها عددا كبيرا من القتلى والجرحى من بين الناس الابرياء من المدنيين. عملية كهذه ليس فقط انها مدانة سياسيا وانسانيا واخلاقيا، بل هي من حيث مدلولها السياسي لا تجلب سوى المضرة للكفاح العادل الفلسطيني ولا يستفيد من ورائها سوى المحتل الاسرائيلي الذي يستخدمها كغطاء وكذريعة للتغطية على الجرائم التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني ولتبرير مواصلته تصعيد العدوان وتنفيذ مخططه الاستعماري لمصادرة الحقوق الوطنية الشرعية الفلسطينية، لحق هذا الشعب بالتحرر والاستقلال الوطني، ولمواصلة عملية خلق الوقائع الكولونيالية لضم اكثر من نصف مساحة الضفة الغربية الى اسرائيل، ومنع قيام دولة فلسطينية مستقلة. الاحتلال كان ولا يزال مسؤولا عن كل نقطة دم يهودية فلسطينية تراق.
اننا في يوم التضامن مع الاسير الفلسطيني نناشد جميع القوى اليهودية والعربية المحبة للسلام العادل بتصعيد كفاحها لفك حصار الجوع عن الشعب الفلسطيني واطلاق سراح اسرى الحرية الفلسطينيين وجلوس حكومة الاحتلال حول طاولة المفاوضات مع الطرف الفلسطيني، لانجاز التسوية السياسية العادلة.
الثلاثاء 18/4/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع