كفى.....!!!

طلعت علينا الشرطة، بنبأ، سمحت بنشره، أمس، أن المغدورة ريم أبو غانم، من مدينة اللد، قتلت قبل فترة، بيد أخوتها الخمسة، ومن بينهم طبيب، لعب دورا بارزا في الجريمة، بحجة ما يسمى "شرف العائلة".
وعلى الرغم من أن الشرطة لم تنشر اسم الفتاة، إلا أن تنظيمات حقوقية ونسوية أصدرت بيانا حول هذا الموضوع أمس، أعلمتنا فيه باسم الفتاة التي قتلت في بداية عمرها، حيث كان عمرها تسعة عشر عاما فقط!!
ما يجعل دماءنا تغلي في العروق، هو أن هذه الفتاة قتلت، أو بالاحرى أعدمت، بعد أن أصدر أخوتها فرمانا بأنها مست بما يسمى "شرف العائلة"، وأنها تستحق الموت، وبهذا تقمصوا شخصية الهية لها الحق في إصدار الأحكام، وتنفيذها.
فقد قرر اخوتها الخمسة، ومن بينهم طبيب (نعيدها مرة أخرى لأنها معلومة سنتطرق لها لاحقا)، أنها مست بما أسموه "شرف العائلة"، وقتلوها بطريقة بشعة، فخدروها، وخنقوها، ورموا جثتها في حفرة للمياه العادمة في مدينة رحوبوت، دون أن يرجف لهم جفن، أو يخزهم ضمير، فحافظوا على صمتهم، وربطوا خيوط المؤامرة، ولولا الأدلة التي جمعتها الشرطة لكانوا ارتكبوا جريمتهم دون أي عقاب.
وفي كون أخوها الطبيب الذي أقسم أن يحافظ على حياة المرضى، وأن ينقذ حياة أي انسان في خطر، شريكا في هذه الجريمة البشعة، ما يضيف لها أبعادا وحشية تجعل أبداننا تقشعر اشمئزازا، ففي هذا "الأخ" (إن صح هذا التعبير) وضعت الضحية ثقتها، وفيه اعتقدت أنها تجد الملجأ، إلا أنه خذلها، وعاد ليأخذ دوره في مسرحية التخلف المسماة "شرف العائلة"، رغم تقدمه في مجالات الحياة.
وكما تعتقد الشرطة، أن تخدير الضحية تم بمخدر أحضره الطبيب القاتل معه من المستشفى الذي يعمل فيه، فكان الأداة التي استخدمت في قتل فتاة لم تر من حياتها شيئا.
إن استمرار مجتمعنا في صمته تجاه هذه الجرائم، يساهم في ازديادها، ويعطيها شرعية غير مقبولة، وهي (الجرائم) تعيدنا قرونا الى الخلف، الى ايام كنا فيها نقتل لنرى لون الدم الأحمر القاني، فالدم كان رخيصا، وسيعود رخيصا إن لم نصرخ "كفى"!!
على كافة قطاعات مجتمعنا، التي تؤمن بحق الإنسان على جسده وروحه، وبحق الإنسان أن يتخذ القرارات التي يراها مناسبة له (ونحن نعتقد أن هذه القطاعات تشكل الغالبية في مجتمعنا)، أن تقف موحدة في وجه هذا المد المتصاعد من الجرائم البشعة.
وعلى وسائل الإعلام في هذا المجتمع، "ان تسمي الولد باسمه"، وأن لا تخاف أو تخجل من الصراخ في وجه الأعور أنه كذلك!!
حتى نبني مجتمعا متقدما، يرتقي بفعله وفكره، علينا نبذ هذه الجرائم ومرتكبيها، فلا يمكننا أن نكون تقدميين سياسيا، ورجعيين اجتماعيا، فالرابط بين الأمرين عضوي لا يمكن فكّه!

الجمعة 7/4/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع