دورنا هو ببناء جسم ضاغط برلمانيا وشعبيا
حكومة الرمال المتحركة، وصخرتنا الصلبة

يكلف رئيس الدولة، موشيه كتساف، اليوم، وبشكل رسمي، إيهود أولمرت بتشكيل الحكومة القادمة، التي من المفترض أن تقود السياسة الاسرائيلية خلال الأعوام الأربعة القادمة.
وكان أولمرت قد أعلن أمس، خلال اجتماع لأعضاء كتلة "كديما" المنتخبة بأن الدعوة للانضمام الى حكومته مفتوحة أمام جميع الأحزاب دون استثناء، مدعيا بأن حكومته ستعمل على دعم العملية السياسية من جهة واحلال العدالة الاجتماعية من جهة أخرى، ولكن أي تفتيش بين تصريحاته عن معنى هذه الشعارات على أرض الواقع سينتهي خائبا، ذلك أن أولمرت لم يقل شيئا مما ستقدمه حكومته من أجل تعزيز العدالة الاجتماعية، لم يتحدث عن الخصخصة أو أجور الحد الأدنى أو أي من المخصصات، وكذلك لم ينبس ببنت شفه عن مشاريع الحكومة السياسية في المستقبل، بينما لم يوفر جهدا في كيل الغزل لخطة الانفصال الشارونية عن قطاع غزة.
ومع برنامج كهذا، برنامج لا يخوض بالتفاصيل، من الواضح بأن أولمرت ساع الى تشكيل جكومة فضفاضة بمقاس خطابه السياسي الاجتماعي.
من أكثر الأحزاب حظوظا بالدخول الى الحكومة، حزب "العمل" برئاسة عمير بيرتس وحزب "يسرائيل بيتينو" برئاسة الفاشي الترانسفيري أفيغدور ليبرمان، ورغم أن بيرتس كان قد أكد بأن حزبه لن يجلس وليبرمان في حكومة واحدة الا أن التجربة القصيرة معه تؤكد قدرته على لحس مواقفه سريعا، فهذا ما شاهدناه عندما هرول الى قبول اقتراح بعض الأحزاب اليمينية بتشكيل ما يسمى بـ"حكومة الطوارئ الاجتماعية"..
ونحن اذ نحذر من ادخال ليبرمان وخطابه الى الحكومة نشدد على ان الاستجابة لمطلبه بتولي منصب وزير الأمن الداخلي ستكون سلاحا خطرا بيده لمواجهة من يعتبرهم العدو والخطر الأكبر- الجماهير العربية في البلاد.
في الحقيقية نحن لا نعول كثيرا على بيرتس ومواقفه، ولكننا نرصد ونترقب سلوكيات الأحزاب الأخرى وخاصة حزب المتقاعدين الذي لا زال برنامجه هلاميا، ننظر منه موقفا حازما أكثر من هذا المخيب للآمال الذي عبر عنه العضو الثاني في القائمة يعقوب بن آزري والذي شرعن ادخال ليبرمان الى الحكومة محذرا من تجاهل "الوسط الروسي"!
ومن هنا فإن دور الجبهة لم ينته بتسجيل موقفها المبدئي وغير المساوم برفضها أن تكون جزءا من الحكومة القادمة، لأنها (الحكومة) ستظل، ومهما تجمّلت حكومة احتلال وتمييز عنصري، ولكن دورنا هو ببناء جسم ضاغط برلمانيا وشعبيا، وحشد الرأي العام ضد تفشي الفاشية، والأهم الأهم، كشف هذه الأحزاب ونزع أقنعة "تمثيل الأوساط" الروسية أو الدينية أو سواها عنها لتظل هي كما هي: أحزاب العنصرية والفاشية.

الخميس 6/4/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع