مطلوب رئيس حكومة!

فيما تتقاطرُ الكتلُ البرلمانية المنتخبة حديثًا إلى ديوان رئيس الدولة، لتسمِّي مرشحًا تُلقى على عاتقه مهمة تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، يبقى السؤال الرئيس ليس هُوية المرشح من بين الاثنين المطروحين، ايهود أولمرت وعمير بيرتس، بل السياسات التي ستنتهجها الحكومة تجاه شعوب المنطقة والشعب العربي الفلسطيني، وتجاه العاملين والجماهير العربية الفلسطينية وقضايا الدمقراطية في إسرائيل. وقد طرح حزبُنا الشيوعي موقفًا ذا محاور أربعة في هذه القضية، في اجتماع لجنته المركزية مؤخرًا:
أولا – إلقاء المهمة على عضو كنيست، يتجه نحو جعل الحكومة الإسرائيلية شريكًا في العملية السياسية، موازٍ للشريك الفلسطيني، خاصة في ظل غياب الشق الأول من هذه المعادلة؛ ويشرعُ فورًا في العودة إلى التفاوض مع الجانب الفلسطيني على أساس إنهاء الاحتلال والاستيطان في حدود الرابع من حزيران 1967.
ثانيا – إلقاء المهمة على عضو كنيست مستعد لانتشال المجتمع في إسرائيل من تحت نير اللبرالية الجديدة، التي انتهزت عصرَ الشارونية للإجهاز على حقوق ومكتسبات العاملين والطبقات المستضعفة، وعلى الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية؛ في خدمة طغمة العائلات الرأسمالية الثماني عشرة المسيطرة على الاقتصاد الإسرائيلي.
ثالثا - إلقاء المهمة على عضو كنيست يرى الخطر الداهم المتربَّص للدمقراطية في إسرائيل في ظل صعود القوى الفاشية، ويستنكرُ التعامل مع المواطنين العرب الفلسطينيين كخطر ديموغرافي وليس كمواطنين متساوين في الحقوق القومية والمدنية.
رابعا - إلقاء المهمة على عضو كنيست يصمد أمام ضغوطات المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لتصعيد العدوان على الشعب الفلسطيني ولشنّ الحرب على إيران وسوريا.
هذه هي المصلحة الحقيقية لشعبيّ هذه البلاد ولشعوب المنطقة، هذه هي المصلحة الحقيقية للمجتمع في إسرائيل، للمواطنين العرب واليهود؛ وهذه هي شروط خروج إسرائيل من الجلطة الدماغية التي تلمُّ بها منذ ست سنوات.
ومع إدراكنا للفروقات السياسية الهامة بين أولمرت وبيرتس، إلا أننا لا نرى في أيٍّ منهما مرشحًا تتوافر فيه هذه المقومات، أو يتوافر فيه أحدها بالشكل الكافي. ولكننا نؤكد أنَّ أيَّ خيار وأيَّ نقاش يجب أن يأخذا هذه المحاور في الحسبان. وإلا فسيكون مصيرُ هذه الحكومة كمصير الثلاث اللواتي سبقنها في السنوات الست الأخيرة؛ حيث سقطت الواحدة تلو الأخرى عند وصولها إلى الباب الموصود، التي يلتقي فيه جوع الإسرائيليين ومعاناتهم بجوع ومعاناة الشعب العربي الفلسطيني.

"الإتـــــــــــحــــــــاد"

الثلاثاء 4/4/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع