((كلمة الاتحاد)):
لتكن المنافسة شريفة وحضارية بعيدًا عن العنف والتجريح الشخصي

بدأت تبرز في بعض مدننا وقرانا العربية معالم ارتفاع درجة الحرارة في مقياس "ريختر" لانتخابات السلطات المحلية. ومن يتابع احداث التحضيرات لهذه الانتخابات يلاحظ بروز ظاهرتين متناقضتين بشكل صارخ من حيث المضمون والمدلول السياسي. ظاهرة مباركة يتبناها الحزب الشيوعي والجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة وقوى وطنية تقدمية ودمقراطية اخرى وتتجسد في التفتيش عن القواسم المشتركة سياسيًا واجتماعيًا في هذا الظرف السياسي المصيري لاقامة أوسع تحالف وطني دمقراطي يخدم المصالح الحقيقية لجماهير مدننا وقرانا العربية. تحالف أجندته وبرنامجه المتفق عليهما النضال لقيادة مدننا وقرانا نحو التطور العمراني والخدماتي الحضاري في ظل مواجهة سياسة التمييز القومي والعنصرية السلطوية والوقوف في نفس الخندق الى جانب قوى السلام والدمقراطية في بلادنا في المعركة من اجل السلام العادل والمساواة والدمقراطية والتقدم الاجتماعي. ظاهرة في جوهرها وبعدها العمل على تسييس طابع معركة السلطات المحلية وتخطي حواجز الفئوية وتشرذم قوة القوى الوطنية التقدمية والدمقراطية باتجاه بلورة وصقل وحدة الصف الكفاحية لهذه القوى على ساحة النضال في مواجهة العدو المشترك - سياسة السلطة التمييزية الممارسة، ومواجهة قوى شد حبل التطور الى الوراء، قوى التخلف السياسي والاجتماعي من دعاة التعصب العائلي والطائفي وتجار الطائفية والعائليةز فالدعوة لقوائم وحدة الصف الوطني ترتفع في الناصرة وكفرياسيف وجديدة والطيبة وفي أماكن كثيرة.
والظاهرة الثانية التي تعتبر وصمة عار في جبين اربابها انه بعد تخطي العالم عتبة الألفية الثالثة لا يزال من يتاجر ويسمسر بالعائلية والطائفية في انتخابات السلطات المحلية العربية. فهذه الظاهرة رغم زركشتها بثياب الدمقراطية - اجراء انتخابات تمهيدية (برايمرز) في العائلة، أو في الطائفة، فانها تبقى ظاهرة رجعية ومضرة بالمصلحة الحقيقية لجماهيرنا وللعائلة التي يجري المتاجرة بعلمها ومصيرها. رجعية وضارة لأن مثل هذا النهج يزرع بذور الفرقة بين جماهيرنا على أساس مبنى على سراب ورمال متحركة، على أساس طائفي وعائلي وهمي وتضليلي وفي وقت جماهيرنا بأشد الحاجة الى وحدة الصف الوطنية الكفاحية لمواجهة التحديات المصيرية والمطلبية. كما أن هذه الظاهرة رجعية وضارة لأنها تقود في نهاية المطاف الى صرف الأنظار عن القضايا الأساسية التي تواجه جماهيرنا في مختلف مدننا وقرانا العربية، ولأنها قد تقوم الى صراعات ومآس شعبنا في غنى عنها.
اننا ندرك جيدًا أن قوى سلطوية تعمل في السر والعلن لطمس الجوهر السياسي والبعد السياسي لانتخابات السلطات المحلية وذلك من خلال تاجيج صراعات عائلية وطائفية و"حزبية"، تعمل على الاستعاضة عن أجواء المنافسة الشريفة الحضارية بين القوى والكتل المتنافسة بنشر أجواء تنبعث منها رائحة البارود والدماء ومن خلال تفعيل "حراك الشر" في مدننا وقرانا العربيية. فقبل يومين جرى عدوان جبان بإلقاء قنبلة مولوتوف حارقة على بيت سكرتير الجبهة الدمقراطية واحد قادة فرع الحزب الشيوعي في قرية جديدة، حسن اسماعيل كيال.
ان من حق أي انسان وأي تيار ممارسة حقه السياسي بخوض المعركة الانتخابية، فهذا حق شرعي، ولكن من حق جماهيرنا، حاضرها ومستقبلها، على كل انسان وتيار ان يلتزم بأصول المنافسة السياسية الدمقراطية، ان تكون المنافسة شريفة وحضارية و"صحتين على الذي يربح".

("الاتحــــــــــــــاد")
الأحد ‏2003‏-07‏-20


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع