في النقاش حول مخيم الأمهات اللواتي توجها سيرا على الاقدام الى القدس:
مخول: فيكي كنافو كفرت بضعفها وبدأت مسيرتها المجلجلة نحو كرامتها وكرامة زميلاتها!

بادر النائب عصام مخول، كتلة الجبهة والعربية للتغيير، مع عدد من اعضاء الكنيست الى طرح موضوع مخيم الأمهات زميلات فيكي كنافو أمام وزارة المالية، على جدول أعمال الكنيست، واعتبر أن الرسالة الأيديولوجية الحقيقية التي تحملها حكومة شارون نتنياهو في تعاملها مع مخيم الأمهات في العائلات أحادية الوالدين، تبشر بأن الحكومة تعتبر نفسها مسؤولة تجاه أصحاب رؤوس الأموال وكبار الصناعيين، وأنها غير مسؤولة تماما تجاه مواطني الدولة الذين جرت العادة على تسميتهم "بالفئات الضعيفة"، الى أن تغيرت المعادلة حين قامت فيكي كنافو على أرجلها وكفرت بضعفها، وبدأت مسيرتها المجلجلة في أتجاه كرامتها، وانطلقت من متسبيه رامون، الى القدس، لتمسح عنها عار الفقر والفاقة والمذلة، وتلقي به في وجه نتنياهو وحكومته البليدة، ولتبدأ مع زميلاتها الصاعدات نحو القدس من كل حدب وصوت، رحلة الدفاع عن كرامتهن الأجتماعية والأنسانية وكرامة عائلاتهن وكرامة المجتمع الأسرائيلي المهانة.
وأضاف مخول: ان الوزير نتنياهو عندما يدعو الأمهات للخروج الى العمل، ويعلن أنه لن يتفاوض معهن، في وقت يقوم فيه بتوسيع دائرة البطالة والعاطلين عن العمل، واغلاق أماكن العمل، فانه لا يغالط فقط، بل يمارس العهر الأجتماعي، ويلجأ الى اتهام الضحية ! التي دفعتها سياسته هو الى الفقر والخروج من دائرة العمل.
وقال مخول: ان مخصصات ضمان الدخل التي تحصل عليها الأمهات في العائلات أحادية الوالدين، ليست هي السبب في الفقر وانما هي الجواب عليه، وليست هي السبب في الأزمة الأقتصادية بل هي المهرب منهه، بالنسبة لأكثر من مئة وخمسين ألف عائلة، ضحايا سياسة نتنياهو. وقال مخول: ان الصورة واضحة، وفاضحة، ان 50% من العائلات أحادية الوالدين هي عائلات فقيرة، وبالمقابل، فان 43% من الفقراء في اسرائيل هم أناس يعملون، مما يفضح جوهر المطالب التي يطلقها نتنياهو للأمهات بالخروج الى العمل بدل التظاهر أمام مكتبه.
وأضاف مخول: ان الحكومة تخفي السؤال الجوهري حول سياستها التي لا تفقر العاطلين عن العمل فقط، بل تفقر العاملين أيضا، وتضرب حقوقهم، وتبتزهم، من خلال التهديد بسوط العمال الأجانب، الذي تستعملهم من أجل تخفيض الأجور وتخفيض تكلفة العمل، لصالح كبار الرأسماليين.
وقال مخول: ان الفقر هو النتيجة الطبيعية لسياسة نتنياهو والفئة الأجتماعية الثرية التي يخدم مصالحها ويدير أعمالها.
وأشار الى أن نسبة الفقراء في جنوب البلاد وفق بحث نشرته "يديعوت أحرونوت" هذا الأسبوع، تصل الى 31%، بينما تصل في شمال البلاد الى 41% وفي تل أبيب الى 10% ، أما في البلدات العربية فتصل نسبة الفقراء الى 60%.
وأضاف: ان من يتعامل ببلادة مع العمال العرب ويضرب حقوقهم لا يلبث أن يتعامل بالبلادة نفسها مع العاملين اليهود ويضرب حقوقهم.
وقال مخول: منذ فجر اسبارطة اليونانية عرف التاريخ أنظمة حكم قررت مسبقا أن لا حاجة لها بأعضاء في المجتمع لا يستطيعون خدمة حاجات الحرب والأحتلال، فكانت تلقي بالمعاقين فيها والمرضى والمصابين في هوة عميقة ليتسنى تخصيص خيرات المدينة لأقويائها. ان نتنياهو يستحدث هذه العقلية في المجتمع الأسرائيلي اليوم.
وأنهى مخول: ان فيكي كنافو نجحت في قيادة الأمهات من موقع الضعف الى موقع القوة وصعدت بهن من فقرهن الى القدس. وحان الوقت لأن يتحرك جميع ضحايا السياسة الأقتصادية، عربا ويهود، صاعدا تلو صاعدة، الى أن تختنق هذه الحكومة بويلاتها وتنتصر القضية الأجتماعية العادلة.
الجمعة ‏2003‏-07‏-18‏


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع