تحيّة الصمود يا يافا!

يظن بعض العنصريين الحمقى أن يافا لقمة سائغة.
فقد جاءت حفنتان منهم أواخر الأسبوع الماضي الى هذه المدينة الفلسطينية العريقة، وفي أشداقهم دعوات لطرد الأهالي. ولكن الفوز كان في هذين الامتحانين – طبعًا – من نصيب أهل المدينة والحارة والبيت الذين كنسوا سيئي الصيت المذكورين، كقمامة عن رصيف.
فالليكودي السابق ميخائيل كلاينر ومعه عصابة من القطع الصغير، جاء ليجرّب حظه، فواجه ما يجب أن يواجهه بالضبط.. مواطنون أبطال أفهموه من هو بالضبط، وحددوا له حجمه الحقيقي ليركلوه ركلة "ترنسفروه" فيها كما جاء في نظريته هو، والبادي أظلم.. فمن لا يطيق بسبب عنصريّته العيش مع العرب، لينقلع عائدًا من حيث جاء!
في اليوم التالي غار منه مهووس واطئ آخر، هو باروخ مارزيل، فجاء ليحاول.. وكالمتوقع، كان مصيره مماثلا لما لاقاه في سخنين يوم الأرض. لقد طرده الأهالي شرّ طردة، وكان يؤازرهم عدد من الشركاء اليهود الدمقراطيين.
أمس، في ساعات المساء، تلقينا في "الاتحاد" بيانًا جديدًا من الحركة التي يتزعمها كلاينر. وجاء فيها أنهم سيأتون غدًا الاثنين الى يافا "لاحتلالها من جديد". ونحن على ثقة، ونحن معهم، كما عهدنا اليافاويين، وكعهد كل الجماهير العربية الباقية في هذه البلاد، بأن أي عنصري يتطاول سيلاقي الردّ الملائم! فلن تسمح هذه الجماهير لأيّ من هذه الحثالات بالتطاول عليها. فقد مرّ وانتهى وانقضى عهد الخوف. ولنا عبرة من اليوم الذي سنحتفل الخميس القادم بذكراه الثلاثين؛ يوم الأرض الذي حسمنا فيه مسألة انتماء وهوية ووجهة هذه الجماهير.
لقد قال مهووس ثالث هو بنيامين الون ذات مرة، في شرحه للترانسفير الذي يريد، ما يلي: نحن لن نطرد العرب طردًا بل سنمرمر حياتهم حتى يخرجوا بأنفسهم.
حسنًا.. فجواب هذه الجماهير له ولأمثاله قاطع: "هنا على صدوركم باقون..". ونقول لكل من يخطط لجعل حياة العرب في هذه البلاد مرّة، إنه يجب عليه أن يبدأ بتحسُّس حلقه منذ الآن!
مع هذا، يجب تناوُل مقولة الون من جهة أخرى.  فهو يعلن جهارة أن السبيل لطرد العرب هو مرمرة حياتهم. فمن الذي مرمر ويمرمر حياة جماهيرنا؟ أليست أحزاب السلطة من "العمل" الى "الليكود" وصولا الى حزب الغفلة "كاديما"؟
فأحزاب السلطة التي تتملّق جماهيرنا اليوم، طمعًا بأصواتها، هي التي لا تزال ترمي بهذه الجماهير الى المعاناة والضائقة، كي يأتي أمثال العنصري المذكور لبناء مشاريعهم الترانسفيرية الموهومة عليها.
ونحن، حين ندعو ونخرج مع الناس، مع أهلنا، لمواجهة العنصرية، فلا نقصد تلك الحثالات الزاعقة فقط، بل نعني أيضًا سياسة وأحزاب السلطة التي تأتي اليوم لاقتناص الأصوات، كي تعيدنا اليها أسواطًا.
لكننا نملك الردّ الشافي، نملك ذهنية وروح وممارسة الصمود والكفاح، نملك ارادة البقاء، ونملك شراكتنا مع اليهود الدمقراطيين الذين يرفدون نضالنا، لإعادة كافة الحثالات العنصرية الى أحجامها الطبيعية، وكي يبقى بيتنا وأفق حياتنا نقيين.
وفي هذه المسألة سيبقى الحزب الشيوعي والجبهة على العهد، كما عهدتنا جماهيرنا الغالية.

(الاتحاد)

الأثنين 27/3/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع