ماذا تفعل الماشطة مع الشعر العفش؟!

أربعة ايام فقط تفصلنا عن يوم الانتخابات للكنيست، وكلما اقتربنا اكثر من موعد الانتخابات كلما ارتفع اكثر منسوب الاكاذيب الديماغوغية الدعائية، التي تلجأ اليها الاحزاب الصهيونية وخاصة الاحزاب المتنافسة على السلطة، كديما والعمل والليكود. ففي هذه الايام الاخيرة من المعركة الانتخابية يذرف رئيس حزب الليكود ومرشحه لرئاسة الحكومة، بنيامين نتنياهو، دموع التماسيح وكأن قلبه مقطوع اليوم على الفقراء والمحتاجين من المتقاعدين، وغيرهم من ذوي مخصصات التأمين الوطني، الذين بالامس القريب افترست انياب خطته الكارثية الاقتصادية – الاجتماعية حوالي خمسين في المئة من مخصصاتهم الهزيلة. اليوم يأتي نتنياهو ليطلب السماح من ضحايا سياسته الاجتماعية ويزرع البحر مقاثي ويغدق الكثير من الوعود العرقوبية بتحسين اوضاعهم المعيشية ورفع المستحقات من مخصصاتهم، التي خفضها في اطار حكومة شارون – بيرس المأساوية.
ماذا تستطيع الماشطة ان تفعل وتعمل مع الشعر العفش للسياسة النيولبرالية التي تتبناها احزاب الافقار من كديما والعمل والليكود؟! ولا يتخلف اولمرت كديما في مجال التضليل الديماغوغي الدعائي، وبهدف الاستهلاك الانتخابي لكسب الاصوات، عن بنيامين نتنياهو. فاولمرت يحاول اقناع الرأي العام الاسرائيلي والعربي والعالمي ان حزب كديما ليس حزبا يمينيا، بل حزب مركز وجهته نحو التسوية السياسية مع الفلسطينيين! ولاثبات ذلك يصرح انه لن يوافق على ادخال حزب "يسرائيل بيتينو" اليميني المتطرف برئاسة المأفون الفاشي العنصري افيغدور ليبرمان الى ائتلاف حكومي مع كديما! ونحن ندرك ان كلام الليل يمحوه ضوء النهار، فاولمرت يعمل على خلق الانطباع بانه ببرنامجه الشاروني الذي في مركزه تنفيذ خطة اعادة انتشار ثانية ومن طرف واحد في الضفة الغربية يسير باتجاه السلام خلافا لاولمرت الذي يعارض كباقي احزاب الاستيطان والفاشية العنصرية الانسحاب من اية مستوطنة هشة! ان اولمرت كديما يضلل، فبرنامجه السياسي الشاروني يتحدث عن ضم اكثر من نصف مساحة الضفة الغربية – كتل الاستيطان وتهويد القدس – الى اسرائيل ورسم حدود اسرائيل السياسية بشكل يمنع قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات مقومات طبيعية قابلة للحياة والتطور، ومن منطلق التجاهل التام للممثل الشرعي للشعب الفلسطيني ولقرارات الشرعية الدولية بخصوص الحقوق الوطنية الفلسطينية. ومثل هذا البرنامج التصفوي للحقوق الوطنية الفلسطينية يؤلف قاعدة لدخول مختلف قطعان ذئاب اليمين الصهيوني، من يسرائيل بيتينو ليبرمان وغيره، الى ائتلاف حكومي مع كديما اولمرت والعمل عمير بيرتس ويوسي بيلين ميرتس – ياحد.
في افتتاحية "الاتحاد" امس حذرنا من مغبة انتشار وباء العنصرية المعادية للمواطنين العرب والتي تتحمل حكومات اسرائيل المتعاقبة والحالية واحزابها الصهيونية بسياستهم العنصرية الممارسة المسؤولية عن انتشار هذا الوباء. وعلى خلفية السياسة الداخلية العنصرية وامتدادا لها تمارس السياسة العدوانية العنصرية والتوسعية ضد الشعب الفلسطيني وشعوب وبلدان المنطقة. ولهذا فهل من المعقول ومن المنطق بمكان منح أي صوت عربي لاي من احزاب القهر القومي والعدوان والتمييز العنصري الصهيونية!
الجمعة 24/3/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع