من المسؤول عن تفشي العنصرية المعادية للعرب؟!

نشر امس الاربعاء مركز مكافحة العنصرية تقريره عن العنصرية المتفشية في اسرائيل، فمعطيات التقرير تؤكد انه في "واحة الدمقراطية في الشرق الاوسط" تنتشر العنصرية العرقية المعادية للمواطنين العرب، للأقلية القومية العربية الفلسطينية من اهل البلاد الأصليين، ففي استطلاع للرأي شمل خمسمئة من البالغين في العمر كعينة نموذجية اتضح ان النزعة البارزة هي زيادة انتشار العنصرية المعادية للعرب بين المواطنين اليهود، فوفق معطيات هذا التقرير فان اربعين في المئة من اليهود يعتقدون ان على الدولة تشجيع هجرة العرب من البلاد، أي تشجيع الترانسفير لتهجير العرب من وطنهم الذي لا وطن لهم سواه، وان ثمانية وستين في المئة، من اليهود لا يوافقون على سكن مشترك مع العرب او مجاورة العرب! وستة واربعون في المئة غير مستعدين ان يكون لهم اصدقاء عرب او ان يزورهم العرب في بيوتهم، وثلاثة وستون في المئة يرون في المواطنين العرب خطرا امنيا وديموغرافيا!! واربعة وثلاثون في المئة يرون في الثقافية العربية ثقافة دون ومنحطة بالمقارنة مع الثقافة اليهودية!!
ان تفشي وباء العنصرية العرقية المعادية للعرب بين الجماهير اليهودية ليست ظاهرة طبيعية وراثية ولدت مع اليهودي العنصري منذ خرج الى الوجود من رحم امه، بل هي ظاهرة سياسة ولدتها السياسة العنصرية الرسمية المنهجية ومارستها الأحزاب الصهيونية من داخل وخارج اروقة حكومات اسرائيل المتعاقبة والحالية، فسياسة التمييز القومي السلطوية العنصرية المعادية للعرب، يجري ترضيع وتجريع لبنها الفاسد للأطفال اليهود في المدارس وللجماهير اليهودية عبر وسائل الإعلام ومن خلال الجرائم التي ترتكب ضد المواطنين العرب، فالسياسة الرسمية تعامل العرب كأنهم "الطابور الخامس" المعادي للدولة، انتشار وباء العنصرية المنتوج المتعفن لبرامج الترانسفير المتعددة التي تتبنّاها العديد من الأحزاب الصهيونية والأكاديميين الصهيونيين لطرد العرب وترحيلهم وتهجيرهم بعيدا عن وطنهم، وذلك في اطار موازنة الموازنة الديموغرافية لضمان اكثرية يهودية حاسمة في "دولة اليهود".
 احزاب متعددة في اسرائل تطرح على طاولة اجندتها كبند مركزي التطهير العرقي العنصري للعرب والترانسفير للعرب، فمخطط تطوير النقب والجليل العنصري الذي تتبناه وتمارسه حكومة حزبي الليكود والعمل الشارونية- البيرسية سابقا وبندوقها حزب كديما اليوم يستهدف في تضييق الخناق على عرب النقب والجليل وتهجير اوساط واسعة منهم. واحزاب العنصرية اليمينية والفاشية العنصرية امثال "يسرائيل بيتينو" برئاسة المأفون العنصري الفاشي ليبرمان، و"هئيحود هليئومي" برئاسة المستوطن اليميني المتطرف بيني ايلون، واوباش الفاشي مارزل وغيرهم، فان طرد العرب وترحيلهم يؤلف البند الأساسي في برامج السياسة الانتخابية.
فالأحزاب الصهيونية بسياستها العنصرية تتحمل المسؤولية الأساسية عن انتشار وباء العنصرية، المدمر بين الجماهير اليهودية، واليوم تأتي هذه الأحزاب الصهيونية العنصرية لسرقة الأصوات العربية! فهل نمنح يا جماهيرنا وناخبينا المجرمين العنصريين بحق وجودنا وتطورنا اصوات ضمائرنا؟!

الخميس 23/3/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع