لا نثق بكم يا مجرمون!

خبران اساسيان برزا امس على ساحة الاحداث والتطور في بلادنا، وكان بطلاهما حزب "العمل"وحزب كاديما المنافسين على السلطة في الانتخابات البرلمانية للكنيست السابعة عشرة. وكلا الحزبين يتنافسان على سرقة الاصوات العربية في هذه الانتخابات. حزب العمل يعرض عن طريق احد قادته ومرشحيه المركزيين للكنيست بطاقة هويته "المغرمة" بعشق العرب وشعبهم الفلسطيني! فرئيس المخابرات (الشاباك) السابق عامي ايالون المرشح لتسلم حقيبة "الامن" اذا نجح حزب "العمل" في الانتخابات وألف رئيسه عمير بيرتس الحكومة، ايالون هذا يفاخر في مقابلة اجرتها معه امس صحيفة "ساندي تايمز" اللندنية بتاريخه المخضب بدماء ضحايا جرائمه من العرب ابناء الشعب العربي الفلسطيني! يقول للصحيفة: "قتلت كثيرا من العرب، على كل حال اكثر مما قتله مقاتلو حماس من اليهود واكثر من أي واحد آخر"!! بمعنى ان احدا لن يستطيع منافسته كسفاح في قتل العرب، لا جزارو دير ياسين ولا جزارو كفر قاسم ولا جزارو يوم الارض ولا جزاري صبرا وشاتيلا ولا جزارو القدس والاقصى وهبة اكتوبر ولا جزارو جنين، ولا احد احق منه بشهادة مجرم حرب!! فمن يتباهى في سوق المنافسة على من هو اكثر اجراما في قتل العرب ينشط اليوم لكسب شهادة حسن سلوك من المواطنين العرب ممهورة باصوات الناخبين العرب لحزب "العمل"!! فما رأيكم يا خدام حزب العمل من بين مواطنينا، وما رأيكم يا من ضللكم حزب "العمل" بأباطيله التضليلية؟ هل يستحق القتلة ان نمنحهم اصوات ضمائرنا.
واذا كان ايالون حزب "العمل" يتباهى بتاريخه الاسود المخضب بدماء الضحايا العرب فان حكومة اولمرت كاديما الشارونية تلجأ الى محاولة استهبال العرب لسرقة اصواتهم. فقبل موعد الانتخابات البرلمانية باسبوعين فقط، لجأت حكومة اولمرت الى اطلاق بالون دعائي انتخابي تضليلي عبأته بالوعود العرقوبية الكاذبة. فقد قررت تطبيق السياسة التفضيلية للعرب باضافة سبع وثلاثين وظيفة للعرب في مؤسسات الدولة كل سنة وذلك خلال السنوات الثلاث القادمة!! فحكومة التمييز القومي تريد تقديم رشوة للناخبين العرب بفتات مائدة سياستها العنصرية التمييزية. فقرار الحكومة هذا لا يحل ولا يعالج جذريا ازمة البطالة المنتشرة بين العاملين العرب والمثقفين والاكاديميين العرب. فالمطلوب اولا يا حكومة اولمرت كاديما الشارونية الغاء سياسة التمييز القومي المنهجية والاعتراف بحق الاقلية القومية العربية الفلسطينية بالمساواة التامة، القومية واليومية والاكيد ثانيا، ان قراركم لا يعدو كونه وعدًا عرقوبيا للسمسرة الانتخابية، لتقديم رشوة للناخبين العرب بالتصويت لحزب كاديما، وينتهي مفعول هذا القرار بعد يوم الانتخابات بيوم واحد، في التاسع والعشرين من شهر آذار الحالي، ولجماهيرنا العربية تجربة مرة مع وعودكم الكاذبة فيما يتعلق بتطبيق السياسة التفضيلية وادارة اقفيتكم لقرارات شبيهة اتخذت في الماضي ولم تطبق ابدًا. ولهذا، فاننا لا نثق بكم ولا بوعودكم ولا بقراراتكم يا مجرمون بحق جماهيرنا في المساواة، وتجربتنا الطويلة تعلّم انه لا يمكن استلال الحقوق الا بالكفاح
الأثنين 13/3/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع