خلال مناقشة نزع الثقة عن الحكومة بسبب مستوى التعليم:
مخول: حكومة اسرائيل فشلت في فهم المقروء !

اعتبر النائب عصام مخول، كتلة الجبهة الدمقراطية والعربية للتغيير، ان العنوان كان مكتوبا دائما على الجدار، الا ان الحكومة قد فشلت في فهم المقروء. وكان مخول يناقش اقتراح نزع الثقة عن الحكومة الذي قدمته كتلتي العمل وشاس، بسبب تدريج اسرائيل المنخفض في اطار احدى واربعين دولة، من حيث انجازات التلاميذ في امتحانات دولية في فهم المقروء والرياضيات والعلوم.
وقال مخول: ان العار الذي عبرت عنه نتائج هذه الامتحانات المقارنة، لم يلحق بنا صدفة، بل هناك من جلبه على هذا المجتمع من خلال ممارسة سياسة كارثية، سياسة تدمر التعليم، وتدمر المجتمع، وتدمر الحياة المدنية في الدولة، وعلى الحكومة التي قادت هذه السياسة ان تدفع الحساب.
واضاف: ان جهاز التعليم في هبوط متواصل، وان نتائج الامتحان الدولي اشارت الى السبب المركزي لهذا الهبوط. فاسرائيل وفق نتائج الامتحان درجت بين الدول التي سجلت اكبر تقاطب اجتماعي اقتصادي، واكبر تفاوت بين نتائج التلاميذ من عائلات فقيرة واخرى غنية.
وقال مخول: هناك عملية متواصلة لخصخصة جهاز التعليم، تؤدي الى بناء جهاز تعليم للاغنياء واخر للفقراء، وهي عملية تتسارع في ظل التقليصات التي نعيشها.
واتهم مخول ان هذا الامر لا يحدث في فراغ، بل هناك من يقود خطا ايديولوجيا واعيا، يخلق هذا التقاطب والاهمال، ويبني عليه، وقد وجدت هذه الايديولوجية تعبيرها في وثيقة هرتسليا، في نيسان 2001، التي تحدثت عن وجود مجتمعين مختلفين في اسرائيل- اربعة ملايين انسان يعيشون في مجتمع غربي تكنولوجي مقابل مليوني انسان من العرب والشرقيين المتدينين والعمال الاجانب، يعيشون في مجتمع عالم ثالث.
وتضيف الوثيقة ان التشريعات الاجتماعية في اسرائيل، تشجع الجمهور غير الصهيوني على التكاثر الطبيعي، من خلال توجيه الموارد اليه من الجمهور الصهيوني الغربي.
واضاف مخول: ان هذه الوثيقة التي تفضح العقلية العنصرية السائدة في الحكم، تقول ان "الحاجة لسد الفجوة بين المجتمعين تتطلب استثمارا كبيرا في التعليم والصحة والرفاه لدعم الفئات الضعيفة اجتماعيا، بينما يتطلب الحفاظ على التفوق النوعي واعداد البنية التحتية لمجتمع تكنولوجي علمي، توجيه الميزانيات لتطوير جهاز التعليم للفئات الاجتماعية القوية. وبين هذين الخيارين، علينا ان نختار الخيار الاخير".
وقال مخول: على المجتمع الاسرائيلي ان يفهم المقروء، لان الوهم بمعادلة ابقاء قطاعات من الجمهور، بينها الجماهير العربية وفئات الضائقة والطوائف الشرقية المتدينة في موقع متخلف لاتاحة الفرصة لانطلاقة الاقوياء هو وهم قاتل لن يمر، فاما ان ينطلق المجتمع كله وينطلق التعليم للجميع، او ان تبقى اسرائيل في ظل تقاطبها، في اسفل السلم العلمي والتكنولوجي والاخلاقي.
الجمعة ‏2003‏-07‏-11


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع