بالون أولمرت الجديد مملوء بالغازات السامّة

كلما اقتربنا من موعد الانتخابات للكنيست، كلما كثرت البالونات الدعائية الانتخابية، التي يطلقها قادة الاحزاب الصهيونية. فامس الاول، اطلق رئيس الحكومة بالوكالة ورئيس حزب كديما الشاروني بالونا جديدا مملوءا بالغازات السامة. ففي اجتماع انتخابي عقده حزب كديما امس الاول، الاثنين، في تل ابيب "بشّر" ايهود اولمرت جمهور المستمعين انه عندما سيؤلف حزب كديما الحكومة الجديدة بعد الانتخابات البرلمانية، فانه كرئيس للحكومة سيعمل على تغيير سلم الاولويات في السياسة الرسمية المنتهجة!! وان في مركز التغييرات التي يعد بها اولمرت انه سيستثمر اكثر داخل الخط الاخضر واقل في المستوطنات الكولونيالية القائمة في الضفة الغربية!! واولمرت يضلل باطلاق هذا البالون الدعائي، خاصة وانه جرى الكشف قبل ايام معدودة من هذا التصريح ان حزب كديما يبلور خطة لتعزيز الاستيطان، بتجميع سكان المستوطنات في سبع كتل استيطانية كبيرة وصغيرة، واتمام بناء جدار الضم والفصل العنصري لرسم حدود اسرائيل، في اطار خطة فك ارتباط في الضفة الغربية احادية الجانب. أي ان اموال الدعم الحكومي الهائل للاستيطان والاستثمار في المستوطنات التي تطرح في خانة "منطقة التطوير ذات الافضلية القومية أ" ستزداد. وتصريحه ليس اكثر من بالون دعائي تضليلي لا رصيد له وجاء لكسب اصوات من ضحايا سياسة الاحتلال والاستيطان ممن طالهم الفقر بأنيابه، وخاصة في بلدات التطوير. والانكى من ذلك هي الاماكن التي يعد بها اولمرت بانه سيستثمر فيها اكثر، فغازات بالونه السامة ستطال النقب والجليل والقدس. وبهذا التأكيد فان اولمرت يلتزم عمليا بمواصلة السياسة العنصرية المعادية للمواطنين العرب، للاقلية القومية العربية الفلسطينية في اسرائيل، التي انتهجتها حكومة الكوارث الشارونية- البيرسية تحت يافطة "خطة تطوير النقب والجليل" العنصرية احادية الجانب والقومية، خطة تطوير اليهود على حساب وضع علامة سؤال كبيرة على وجود وتطور العرب في النقب والجليل، خطة لمصادرة اراضي العرب من خلال تهجير اهالي القرى العربية غير المعترف بها، واقامة المستوطنات اليهودية لايواء المستوطنين المنقلعين من المناطق المحتلة. كما ان اعطاء الافضلية ايضا في توجيه التمويل والاستثمارات الى القدس، يندرج في اطار المخطط الاستعماري لتهويد القدس الشرقية المحتلة، دعم الاستيطان اليهودي في القدس الشرقية وفصلها تماما عن محيطها العربي في الضفة الغربية بواسطة جدار الضم والفصل العنصري الذي يزرد رقبتها من مختلف الجهات.
 ولهذا، فاننا نؤكد بان أي صوت لكديما اولمرت الشاروني ينزل في صندوق الانتخابات، هو بمثابة صوت داعم لسياسة التمييز القومي وللاحتلال الاستيطاني المعادية لجماهيرنا العربية، ولشعبنا العربي الفلسطيني المناضل لانجاز حقه الشرعي بالتحرر من قيود الاحتلال الغاشم وبالاستقلال الوطني، باقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وضمان حق اللاجئين بالعودة وفقا لقرارات الشرعية الدولية. وكل صوت عربي تأييدا لكديما بمثابة خنجر سام في خاصرة وقلب الحقوق الوطنية لجماهيرنا وشعبنا. فانبذوهم واحجبوا تصويتكم عنهم يا كل ناخبين العرب واليهود التقدميين.

الخميس 9/3/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع