رسالة بيرتس العمل للرئيس الفلسطيني

نحن ندرك جيدًا ان الهدف من وراء لقاء رئيس حزب العمل عمير بيرتس ووفد من قادة حزبه، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس الخميس، يندرج في اطار الدعاية الانتخابية في سوق منافسة هذا الحزب على رئاسة وادارة الحكومة المقبلة، بعد الانتخابات البرلمانية القريبة. ولكن بالرغم من ذلك فاننا نرى بعين الايجاب عقد هذا اللقاء من حيث مدلوله السياسي. والايجابية تكمن اولا في مجرد عقد هذا اللقاء الذي جاء موعده الزمني بعد التصريحات الرسمية لحكومة اولمرت الشارونية والتي جاءت على لسان وزيرة الخارجية تسيبي ليبني، والتي مفادها ان الرئيس الفلسطيني والسلطة الوطنية الفلسطينية، اصبحا بعد نجاح حماس في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني هامشيين وليسا بذي شأن، وان الرئيس محمود عباس لم يعد ندا للتفاوض معه! فلقاء بيرتس- ابو مازن جاء للتأكيد انه يوجد عنوان شرعي للتفاوض معه، وهذا ما لخصه اللقاء، انه في حالة نجاح بيرتس في انتخابات الكنيست وتأليف الحكومة، يستأنف الطرفان المفاوضات السياسية حول الحل الدائم. والايجابية الثانية اعلان عمير بيرتس انه ضد العقوبات الجماعية التي تفرضها حكومة اولمرت- موفاز- ليبني على الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع المحتلين، وانه ضد المس بالمساعدات الانسانية للشعب الفلسطيني. حتى الآن كل شيء ايجابي وحسن، ولكن ما هو غير حسن وغير ايجابي وديماغوغي تضليلي هو لجوء عمير بيرتس الى خلط الاوراق بين المقاومة والارهاب، وترديد نفس الاسطوانة المهترئة التي طالما رددتها ولجأت اليها حكومة الكوارث الشارونية البيرسية لطمس جوهر الصراع، وتبرئة ذمة المحتلين من الجرائم التي يرتكبونها بحق الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية الشرعية المسنودة بقرارات الشرعية الدولية. يقول عمير بيرتس في المؤتمر الصحفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ما يلي "اريد ان اوضح- لسنا في حرب مع العالم الاسلامي او العالم العربي او الشعب الفلسطيني، يوجد لنا صراع ضد منظمات الارهاب" لأ يا شيخ!!! الا يوجد احتلال اسرائيلي استيطاني للمناطق الفلسطينية المحتلة منذ السبعة والستين يمارس ارهاب دولة منظم ومخضب  بدماء الفلسطينيين ضحاياه؟ او ليس من حق شعب يرزح تحت نير الاحتلال ان يقاوم المحتلين للتخلص من وجودهم الدنس وضمان حقه الوطني والشرعي بالحرية والاستقلال الوطني؟ اُنهوا الاحتلال وانسحبوا من المناطق المحتلة عندها لن تكون حاجة للمقاومة ولا للاعمال المغامرة، الارهابية التي تمارسها بعض المنظمات الفلسطينية ضد المدنيين الابرياء في داخل اسرائيل، ولا للاعمال الارهابية الدموية الاجرامية التي يرتكبها جند الاحتلال وعصابات المستوطنين واوباش عصابات الارهاب الفاشية العنصرية، ضد المدنيين الفلسطينيين الابرياء في الضفة والقطاع والقدس الشرقية المحتلة. ومن يريد السلام العادل والتعايش الحقيقي بين الشعبين، الفلسطيني والاسرائيلي، عليه يا عمير بيرتس ان يدفع الثمن المطلوب والمستحق للتسوية السياسية العادلة، ان يقر ويعترف بثوابت الحقوق الوطنية غير القابلة للتصرف للطرف الآخر. وما يطرحه حزب "العمل" على جدول اجندته السياسية لهذه المعركة الانتخابية يتناقض واحتمال انجاز التسوية العادلة. فحزب العمل يطرح مثل كاديما والليكود الانتقاص من الثوابت الوطنية الفلسطينية، يطرح ضم الكتل الاستيطانية الى اسرائيل وتهويد القدس الشرقية والتنكر لحق العودة للاجئين الفلسطينيين، ومواصلة بناء جدار الضم والعزل العنصري على الارض الفلسطينية في الضفة والقطاع. وبصراحة يا عمير بيرتس وحزب العمل، ان استهدفتم من وراء لقاء الرئيس محمود عباس نهب الاصوات العربية فخيّطوا بغير هذه المسلة.
الجمعة 3/3/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع