ألاحتلال مصدر الشر والجرائم

عندما اندلعت معالم فتنة طائفية بين ابناء الشعب العراقي الواحد، بين الشيعة والسنّة العراقيين، في الاسبوع الماضي، وما تجسّد على الارض العراقية المحتلة من اعتداءات على اماكن مقدسة، على مساجد شيعية وسنية، وصدامات دموية شيعية- سنية، عندما بدأت نيران الفتنة تشتعل وجّهنا في "الاتحاد" اصبع الاتهام الى المصدر الحقيقي، الى محراك الشر، الى المحتل الامريكي وعملائه من خونة شعبهم العراقي. فالمحتل هو صاحب المصلحة اولا واخيرا في اذكاء نار الفتنة الطائفية بين الشيعة والسنة لترسيخ اقدام وجوده الاحتلالي ولتسهيل عملية تنفيذ مخططه العدواني الاستراتيجي بتمزيق الوحدة السياسية الاقليمية لدولة العراق، الى دويلات طائفية وقومية هشّة ونهب بترول وخيرات العراق وثرواته. وامس الاربعاء استمعنا الى المؤتمر الصحفي الذي عقدته هيئة علماء المسلمين في العراق التي اكد ممثلوها من خلال ما نقلته وسائل الاعلام المرئية والمسموعة مسؤولية قوات الاحتلال الامريكي وخدّامهم من قوات "الامن الداخلي" العراقية عن ارتكاب الجرائم بحق المساجد والناس المدنيين الابرياء من السنة والشيعة وذلك بهدف اذكاء نيران الفتنة الطائفية واشتعالها الى درجة تفجير حرب اهلية طائفية مدمرة بين السنة والشيعة تصرف انظار الشعب العراقي عن عدوه الرئيسي –المحتل الغاصب.
ان الاحتلال، أي احتلال لاراضي وحقوق شعب آخر لا يمكن ان يكون سوى مصدر للشر ومصنع انتاج الجرائم ضد الانسانية. وهذا ما تكشف عنه معطيات تقرير وكالات الامم المتحدة من خلال مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الاراضي الفلسطينية المحتلة، فوفق معطيات هذا التقرير الذي وصل الى صحيفتنا نسخة منه فقد طرأ تدهور حاد وخطير على الوضع الانساني في المناطق الفلسطينية المحتلة منذ انتهاء انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني، وذلك بسبب الحصار الاقتصادي والتجويعي الذي يفرضه المحتل على هذه المناطق وبسبب تصعيد الجرائم الدموية التي يرتكبها جند هولاكو الاحتلال ضد الفلسطينيين. فبسبب اغلاق المعابر مثل معبر كارني وغيره وعدم تحويل المستحقات المالية من الضرائب للسلطة الفلسطينية، فان خطر المجاعة يهدد أهالي القطاع وغيره، خطر عدم توافر السلع والمواد المعيشية من طحين وسكر وحليب وزيت وغيرها يهدد حياة اهالي الضفة الغربية وقطاع غزة. ومن معطيات الجرائم التي يرتكبها المحتل ويكشف عنها هذا التقرير ان عدد القتلى والجرحى الفلسطينيين ضحايا العدوان الاسرائيلي ارتفع خلال الشهر الذي تلا الانتخابات للبرلمان التشريعي الفلسطيني بنسبة 93% وذلك مقارنة مع الشهر الذي سبقه (وصل عدد القتلى الى 43 مقارنة مع 15 في الشهر الذي سبقه).
ان لجوء المحتل الغاشم الى تصعيد جرائم العقوبات الجماعية والدموية ضد شعب الانتفاضة الفلسطينية ينذر بمآس انسانية تهدد بانفجارات كارثية. ومسؤولية المجتمع الدولي برمته تفعيل مكابس الضغط على المحتل الاسرائيلي لرفع حصار التجويع الذي يفرضه على المناطق الفلسطينية المحتلة واهلها وايقاف جرائمه الدموية من قتل وتصفيات وتدمير همجي. تفعيل مكابس الضغط على المحتل لالزامه بوقف جرائمه والجنوح لاستئناف المفاوضات السياسية مع الطرف الفلسطيني لانجاز التسوية السياسية.

الخميس 2/3/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع