منهج ونهج ورثة شارون...
كاديما تدنّس مسجدا فــي مــديــنــة صــفــد

لم نبالغ ابدا عندما قيّمنا في معالجات سابقة، انه بالرغم من غياب ارئيل شارون عن الساحة السياسية بعد اصابته بالجلطة الدماغية، الا ان السياسة الشارونية المعادية لحقوق اقليتنا القومية ولشعبنا العربي الفلسطيني، وللفئات الاجتماعية المسحوقة لا تزال منهج ونهج ورثة شارون في حزب كاديما الذي اقامه، يمارسهما قادة هذا "المجمّع التجاري" – السوبرماركت- برئاسة ايهود اولمرت والى جانبه شمعون بيرس وشاؤول موفاز وتسيبي ليفني ورئيس المخابرات السابق، سيء الصيت آفي ديختر. فأمس الاول ارتكبت اذرع القمع والهدم السلطوية، وفي عهد تقود فيه كاديما رسن السلطة، جريمة ضد حق الوجود العربي في النقب بهدمها خمسة بيوت وبراكية في قرية "ام متنان" العربية غير المعترف بها في النقب. وامس الثلاثاء، جرى الكشف عن جريمة جديدة يرتكبها حزب كاديما ضد الشواهد الحضارية التاريخية للوجود العربي في الاماكن التي استُبيحت منذ النكبة الفلسطينية في الثمانية والاربعين. جرى الكشف امس عن لجوء حزب كاديما الى تدنيس الجامع الاحمر في مدينة صفد. فقد قام حزب كاديما بتحويل جزء من المسجد الى مقر انتخابي لهذا الحزب وتلويث جدرانه بملصقات انتخابية لحزب الاحتلال والاستيطان والقهر القومي والتمييز العنصري، اضافة الى تعليق صور "ارئيل شارون" و"ايهود اولمرت" واستغلال رواق المسجد كمكتب دعائي مجهز بجهاز حاسوب وهاتف وغير ذلك. كما اتضح ان العنصريين المعتدين يدنسون القاعة الرئيسية في المسجد باستعمالها كمرقص ليلي وصالة للحفلات الماجنة.
اننا اذ نستنكر وندين هذا العدوان السافر ضد المقدسات العربية، الاسلامية والمسيحية وضد المشاعر الوطنية والدينية العربية، فاننا نطالب ورثة الشارونية في حزب كاديما باخلاء المسجد فورا. كما اننا نحذر من مغبة سياسة المعايير المختلفة التي تنتهجها كاديما وغيرها من الاحزاب الصهيونية عند تحديد الموقف من قضايا متشابهة.
فعندما يجري الاعتداء على كنيس يهودي او تدنيس قبر يهودي في أي دولة او أي مكان من بلدان العالم تقيم الصهيونية واحزابها في بلادنا وفي العالم اجمع الدنيا ولا تقعدها ادانةً لاعتداءات لاسامية وفاشية مرذولة ندينها نحن ايضا. وهكذا يجب التعامل واخذ الموقف من الاعتداء على المقدسات الاسلامية والمسيحية وعلى الشواهد التاريخية العربية. فكم من المساجد والكنائس وشواهد الحضارة الفلسطينية، خاصة في المدن والقرى العربية المهدومة والمنكوبة قد دنّسوها وهوّدوها وحوّلوها الى مواخير وخمارات واسطبلات للماشية والى مقاهٍ ومراقص ماجنة.
اننا اذ نستنكر العدوان على شواهد ومقدسات العرب، مقدسات جميع الاديان فاننا نرى من الاهمية بمكان تصعيد المعركة وبأوسع وحدة صف كفاحية الى تحرير الاوقاف الاسلامية وتسليمها الى اصحابها الشرعيين.
الأربعاء 1/3/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع