إضغطوا على حليفكم لوقف جرائمه العدوانية

في تصريح له امس الاثنين أكد الامريكي جيمس وولفنسون، مبعوث مجموعة الاربع ( الكوارتيت) الى الشرق الاوسط، بشكل تحذيري ان السلطة الفلسطينية على حافة انهيار اقتصادي خلال اسبوعين، لأن اسرائيل الاحتلال لا تحّول اليها الاموال الفلسطينية من الضرائب التي تجبيها اسرائيل للفلسطينيين والبالغة خمسين مليون دولار! ونحن لا نستبعد ان يكون مدلول تصريح هذا المبعوث ليس اكثر من "كلمة حق يراد بها باطل" وجاء لخدمة الاستراتيجية التكتيكية والمنسقة والمتفق عليها بين ادارة عولمة ارهاب الدولة الامريكية المنظم وبين حكومة الاحتلال الاسرائيلي. وقد جاء تصريح وولفنسون هذا بعد يوم واحد فقط من تصريح تسيبي ليفني، وزيرة الخارجية في حكومة اولمرت الشارونية، التي اعتبرت من خلاله رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، "بأنه هامشي" وليس بذي شأن، وانه لا يعدو اكثر من ورقة تين لتغطية عورة حركة حماس "الارهابية" التي تستعد لإدارة ائتلاف الحكومة الفلسطينية الجديدة. فتصريح مبعوث الكوارتيت الامريكي يندرج في اطار الضغوطات المباشرة وغير المباشرة لابتزاز تنازلات سياسية من القيادة الشرعية الفلسطينية، من السلطة الفلسطينية ومن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن). فاللجوء الى تجويع الشعب الفلسطيني بالحصار الاقتصادي والمالي والتلويح بانهيار السلطة الفلسطينية لا يعدو كونهما مكابس ضغط لابتزاز تنازلات من الطرف الفلسطيني وخلق ظروف "الفوضى الايجابية" التي يتوخاها اعداء الشعب الفلسطيني على الساحة الفلسطينية- تفجير حالة من التوتر والفوضى والصراع الفلسطيني- الفلسطيني لشعب يعاني من جرائم الاحتلال الدموية ومن جرائم الفقر والبطالة التي ينتجهما حصار المحتل الاقتصادي والمالي.
لو كان وولفنسون صادقا في توجهه وفي تحذيره لأمكن تجاوز الازمة المدمرة الحالية بتوجيه مكابس الضغط الامريكية الى حليفهم الاستراتيجي وخادم وشريك استراتيجيتهم العدوانية ضد شعوب وبلدان المنطقة، الى اسرائيل الاحتلال وحصار العقوبات الجماعية ضد شعب الانتفاضة الفلسطينية. نؤكد ذلك ونحن على يقين بأنه قد تنشأ خلافات تكتيكية غير جذرية وغير جدية في الموقف بين الادارة الامريكية وحكومة الاحتلال الاسرائيلي من السلطة الفلسطينية ومن حكومة فلسطينية بقيادة حماس. فانهيار السلطة الفلسطينية عواقبها كارثية بالنسبة لجميع اطراف الصراع وليس فقط بالنسبة للشعب الفلسطيني، انهيارها يعني تأجيج حدة الصراع الدموي الاسرائيلي- الفلسطيني الذي قد يقود الى انفجارات كارثية في المنطقة برمتها. والاحتلال الامريكي المتورط بأوحاله في العراق وبنسج خيوط مؤامراته ضد لبنان وسوريا وايران غير معني في الظرف الراهن بانهيار السلطة الفلسطينية بل يعمل وبالتنسيق مع المحتل الاسرائيلي لنقل الصراع الاساسي الى الساحة الفلسطينية من خلال دق الاسافين بين السلطة الفلسطينية وبين حكومة برئاسة حماس. ولنا كل الثقة بقدرة شعبنا وقياداته على مواجهة تحديات التآمر ودفنها.
الثلاثاء 28/2/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع