أوقِفوا التصعيد الدموي ضد الشعب الفلسطيني

تشهد الآونة الاخيرة تصعيدا جنونيا للعدوان الدموي الذي يمارسه الاحتلال الاسرائيلي ضد شعب الانتفاضة الفلسطينية في الضفة والقطاع، في نابلس وجنين وغزة ومخيماتها. فخلال اليومين الاخيرين سقط اكثر من سبعة شهداء فلسطينيين ضحايا رصاص جنود الاحتلال والعدوان الاسرائيلي. عاد المحتل الى تصعيد عمليات اغتيال وتصفية قادة وشخصيات فلسطينية. وبرأينا ان التصعيد الدموي للعدوان الاسرائيلي الذي تمارسه حكومة ورثة سياسة شارون الكارثية برئاسة ايهود اولمرت رئيس الحكومة بالوكالة، ورئيس حزب كاديما، يستهدف امرين اساسيين من حيث مدلوله السياسي المأساوي، الامر الاول، ان حكومة اولمرت تضع على اجندة برنامجها الانتخابي مزيدا من التصعيد العدواني، ومن الدم الفلسطيني المسفوك برصاص العدوان الاسرائيلي، واستثمار ذلك في سوق المزاودة والمنافسة الانتخابية مع الليكود وغيره من احزاب ايتام ارض اسرائيل الكبرى الاستيطانية والفاشية العنصرية لاثبات ان حكومة اولمرت- موفاز تواصل انتهاج السياسة الشارونية، سياسة البلطجة العسكرية العدوانية العربيدة رغم غروب نجم شارون عن المسرح السياسي، وانه لا تراجع عن ممارسة سياسة ارهاب الدولة المنظم ضد الفلسطينيين وقادتهم.
والامر الثاني، استثمار التصعيد العدواني العسكري كوسيلة ضغط لعرقلة اعمال ونشاط السلطة الوطنية الفلسطينية، وخاصة في ما يتعلق بتأليف الحكومة الفلسطينية الجديدة بعد ان اوكل بيد حركة حماس بعد نجاحها الساحق في انتخابات المجلس التشريعي مسؤولية تأليف هذه الحكومة. فبالتصعيد العدواني تستهدف حكومة الاحتلال الاسرائيلي غلق الابواب في وجه أي تحرك سياسي يفتح نوافذ امل باحتمال استئناف العملية التفاوضية السياسية الاسرائيلية- الفلسطينية.
لقد وصلت العربدة البلطجية العدوانية الى درجة ان يهدد رئيس المخابرات الداخلية العامة الاسبق (الشاباك) آفي ديختر والمرشح البارز في قائمة اولمرت الشارونية، باغتيال وتصفية مرشح حركة حماس لرئاسة الحكومة الفلسطينية، اسماعيل هنية!! انها لغة مافيا الارهاب المنظم التي تراهن على منطق القوة والجرائم لكسر شوكة شعب يناضل دفاعا عن حقه المستباح ظلما وعدوانا، عن حقه في التحرر من نير الاحتلال الاسرائيلي ودنسه الاستيطاني وانجاز حقه الوطني الشرعي بالتحرر والدولة والقدس والعودة.
ان من يزرع الريح لا يحصد سوى العواصف، وما يمارسه المحتل الاسرائيلي من تصعيد لجرائمه الدموية في المناطق الفلسطينية المحتلة و "المحرّرة" اسميا عواقبه وخيمة جدا وتنذر بمواصلة تدفق نزيف الدم من شرايين الصراع الاسرائيلي- الفلسطيني. وما يثير القرف والاشمئزاز والاحتجاج ان مختلف الاحزاب الصهيونية التي تدشع مثل قطيع الذئاب الجائعة لافتراس اصوات بنات وابناء الاقلية القومية العربية الفلسطينية، في اسرائيل، في وطنها، هذه الاحزاب لا تحرك ساكنا وتتواطأ مع تصعيد العدوان الدموي لحكومة اولمرت- موفاز- ليفني الكارثية! ولهذا فان مسؤولية انصار السلام وحق الشعوب في الحرية والاستقلال الوطني، من اليهود والعرب، تصعيد كفاحها لايقاف التصعيد العدواني ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه الشرعية.
الأحد 26/2/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع