رسالة أسيادك مرفوضة يا كوندوليزا رايس!

أوكلت ادارة عولمة الارهاب والجرائم الامريكية وحكومة الاحتلال الاسرائيلي الى وزيرة الخارجية الامريكية، كوندوليزا رايس، القيام بجولة في المنطقة العربية، خاصة الى مصر والسعودية وغيرهما، لايصال رسالة الى انظمة هذه البلدان مدلولها السياسي تجنيد هذه الانظمة العربية ضد حماس والسلطة الوطنية الفلسطينية وضد ايران وسوريا. وقد افصحت عن مضمون هذه الرسالة ومدلولاتها العدوانية المرذولة من خلال لقاءاتها مع المسؤولين المصريين، وخاصة مع وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط.
فبالاسلوب الاستعماري البلطجي حاولت رايس املاء مواقف امريكية - اسرائيلية على القيادة المصرية وكأن مصر محمية استعمارية امريكية وليست دولة مستقلة ذات سيادة. حاولت املاء مواقف مدلولها السياسي زرد حبال الحصار والعزلة حول رقبة السلطة الفلسطينية وشعب الانتفاضة الفلسطينية بحجة وصول حركة حماس الى سدة الحكم، ومطالبتها بعدم تقديم المساعدة المادية او أي شكل من الدعم العربي للشعب الفلسطيني في هذه المرحلة، التي تقود رسنها في فلسطين المحتلة "حركة ارهابية" على حد تعبير وتصنيف ادارة عولمة ارهاب الدولة المنظم الامريكية. وبنت رايس واسيادها في "البيت الابيض" وفي اسرائيل الآمال بتجند الانظمة العربية الصديقة لامريكا واسرائيل في المجهود العدواني ضد الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية. وقد خيّب الموقف الرسمي المصري المعلن آمال كوندوليزا رايس ورفضت مصر املاءات الاهانة الامريكية – الاسرائيلية، مع استعداد النظام المصري، وهذا ما يقوم به، بالضغط على قيادة حماس بتغيير مواقفها وبشكل يأخذ بالاعتبار اوضاع الصراع في المرحلة الراهنة واهمية تجنيد المجتمع الدولي الى جانب الحق الفلسطيني المشروع، اهمية ان تلتزم حركة حماس وهي تمسك بمقود الحكومة الفلسطينية، ان تلتزم بالاتفاقات السابقة التي وقعتها الشرعية الفلسطينية مع اسرائيل. وامام الرفض المصري للاملاءات الامريكية الفظة، حاولت رايس تخفيف اللهجة الاستعمارية باللجوء الى لغة الدبلوماسية التضليلية مثل قولها في المؤتمر الصحفي مع وزير الخارجية المصري انه يوجد فارق بين السياسة والارهاب، ولا يمكن لحركة حماس ان تكون احدى رجليها في السياسة وفي نفس الوقت تكون رجلها الاخرى في الارهاب!! لو يقرأ ارباب الارهاب هذه الصورة على اقفيتهم المقعورة، فمن يتخذ من ارهاب الدولة المنظم كسياسة استراتيجية وممارسة اجرامية هو الاحتلال الاسرائيلي ضد شعب الانتفاضة الفلسطينية والاحتلال الانجلوامريكي ضد شعب العراق. لو كان لدى العديد من الانظمة العربية الجرأة الوطنية ولا يعملونها في سراويلهم ذعرا من الذئب الامريكي لما اكتفوا برفض رسالة رايس بشكل خجول ويفسر جوابهم باتجاهات مختلفة، بل عملوا على طردها لوقاحة اسيادها الاستعمارية العدوانية، ولأثبتوا للعالم اجمع ان بلاد العرب وشعوب العرب العمق الاستراتيجي والسند الاستراتيجي، في دعم الكفاح الفلسطيني العادل من اجل تحرره من قيود الاحتلال الاستيطاني الاسرائيلي الغاشم، وانجاز حقه الوطني الشرعي بالتحرر والدولة والقدس والعودة.
الخميس 23/2/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع