كلمة الاتحاد:
لرفع القيود عن الرئيس ياسر عرفات

قبل وأبان وبعد قمتي شرم الشيخ والعقبة اكدنا ان طابع الموقف من الرئيس الفلسطيني, رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية, ياسر عرفات يعتبر احد المحطات التي تكشف حقيقة الموقف الاسرائيلي ونوايا حكومة اليمين الشارونية الحقيقية على اية طاولة للتفاوض مع الفلسطينيين امنيا وسياسيًا. فمن الجرائم التي ترتكبها حكومة شارون-موفاز-ليبرمان-شالوم-وبالتنسيق مع ادارة نظام عولمة الارهاب والجريمة الامريكية انها تفرض الحصار ليس فقط على الشعب الفلسطيني في مدنه وقراه ومخيماته بل كذلك الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات, الذي انتخبه شعبه رئيسًا له وقائدًا وزعيمًا لمسيرته الكفاحية التحررية منذ عشرات السنين وحتى يومنا هذا. ان الاحتلال الاسرائيلي يمنع الرئيس عرفات من التنقل خارج مقر الرئاسة ومدينة رام الله ويقاطعه ويحاول جاهدًا اقناع الحكومات والرؤساء والوزراء والدبلوماسييين الاجانب من الالتقاء بأعلى ممثل شرعي للشعب الفلسطيني وبالتنسيق مع الادارة الامريكية تحاول حكومة الاحتلال والاستيطان والجرائم الشارونية بمختلف الوسائل ليس فقط اعتبار الرئيس ياسر عرفات انه ليس بذي شأن بل الاطاحة به وازاحته عن المسرح السياسي وتحضير البديل المدجن امريكيًا واسرائيليا له. فما يغيظ حلف العدوان والاحتلال الاسرائيلي- الامريكي هو منهج ونهج الرئيس ياسر عرفات المتمسك بثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية المسنودة بقرارات الشرعية الدولية حقه في التحرر والاستقلال الوطني هذا الموقف الذي يحمله ياسر عرفات منذ توليه عجلة قيادة الكفاح العادل للشعب الفلسطيني وعلى ساحات النضال الوطني ان كان ذلك في لبنان او بعد الخروج المشرف من بيروت الى تونس, ان كان ذلك من خلال مفاوضات واتفاقات اوسلو او كان ذلك في مفاوضات كامب ديفيد وبعدها. وبشكل خطير يجري التدخل الاسرائيلي والامريكي في الشأن الداخلي الفلسطيني ويحاولون من خلال الاساءة الى رئيس الحكومة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) وتشويه سمعته بين شعبه وتشويه حقيقة مواقفه الوطنية التي لا تختلف عن مواقف عرفات الوطنية الايحاء بان محمود عباس مرضي عنه امريكيا واسرائيليا وانه العنوان للتفاوض والبديل لياسر عرفات. انهم كالنعامة التي تضع رأسها في الرمل, فهم يدركون جيدا ان المرجعية الاساسية لحكومة ابو مازن وهو ياسر عرفات والسلطة الوطنية وان ياسر عرفات اوكل الى محمود عباس بتأليف الحكومة الفلسطينية ورئاستها والتي نالت المصادقة من المجلس التشريعي الفلسطيني الحكومة الفلسطينية الى المرجعية الشرعية الى الرئيس ياسر عرفات والسلطة واللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية لبلورة الموقف ان كان ذلك في قمتي الشرم والعقبة او كان ذلك في اتفاق وقف اطلاق النار والهدنة بين الفصائل الفلسطينية او الاتفاق الامني بالانسحاب من غزة وبيت لحم اولا. هم يدركون جيدا ان هنالك التنيسق التام بين رئيس السلطة ياسر عرفات ورئيس الحكومة محمود عباس ووحدة الموقف من ثوابث الحقوق الشرعية الفلسطينية. وعلى ارضية هذا الواقع وخصائصه ومعطياته الدافعة فان فرض الحصار والمقاطعة على الرئيس الفلسطيني تعتبر جريمة بحق الشعب الفلسطيني كله وبحق مسيرة التفاوض السياسي الاسرائيلي الفلسطيني.فالتقدم في العملية التفاوضية يستدعي بذل كل الجهود الدولية وتشغيل مختلف مكاسب الضغط لفك قيود رئيس وقائد مسيرة شعب ولضمان حقه, حق شعبه, بحرية الحركة والتنقل.

(الاتحاد)
الاحد ‏2003‏-07‏-06


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع