حماقة المحتل الاسرائيلي العدوانية

عقد المجلس التشريعي الفلسطيني امس السبت، اول اجتماع له بعد الانتخابات البرلمانية التي منح فيها شعب الانتفاضة الفلسطينية حركة المقاومة الاسلامية "حماس"، الاكثرية البرلمانية المطلقة. وقد تحدث امام اعضاء المجلس التشريعي الرئيس الفلسطيني محمود عباس مؤكدا على رسالة السلام العادل الفلسطينية، وان طريق التفاوض والحوار السياسي لانجاز التسوية العادلة للصراع الاسرائيلي، هي الخيار الاستراتيجي للسلطة الفلسطينية وللحكومة الفلسطينية. كما طالب الرئيس ابو مازن حكومة الاحتلال الاسرائيلي باحترام ارادة الشعب الفلسطيني وخياره الدمقراطي، وما تمخض عنها في الانتخابات الاخيرة للمجلس التشريعي. طالب الرئيس الفلسطيني حكومة الاحتلال الاسرائيلي بالكف عن ممارسة سياسة فرض العقوبات الجماعية، على شعب الانتفاضة الفلسطينية، التي لا تستهدف سوى ابتزاز تنازلات سياسية من الطرف الفلسطيني، وتركيعه عند اقدام الاملاءات التصفوية الاحتلالية، لمصادرة حقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف. هذه السياسة الاجرامية التي مارسها المحتل لم تجدِ، كما اكد الرئيس ابو مازن ولم تكسر شوكة الكفاح الفلسطيني دفاعا عن حقوقه الوطنية الشرعية، في الحرية والاستقلال الوطني.
وفي هذه الجلسة كلّف الرئيس الفلسطيني حركة حماس بتأليف الحكومة الفلسطينية الجديدة، كما انتخب المجلس التشريعي احد نواب حماس رئيسا للمجلس التشريعي الفلسطيني المنتخب.
وشتان ما بين رسالة السلام العادل التي بثها الرئيس محمود عباس والمجلس التشريعي وبين رسالة الوقاحة العدوانية المعادية للتسوية السياسية التي بثتها في ردها السريع الاوساط السياسية والعسكرية الحاكمة الاسرائيلية. فاسرائيل الرسمية اعلنت امس، انه ومنذ بدء المجلس التشريعي الجديد ممارسة اعماله تعتبر اسرائيل الرسمية السلطة الوطنية الفلسطينية "عدوا"!! يعني وكأن المحتل كان يعامل السلطة الوطنية الفلسطينية كصديقه؟ ممارسات المحتل الاسرائيلي الاجرامية ضد السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني كانت من العوامل الاساسية لافشال السلطة وابو مازن ولنجاح حركة "حماس" الحاسم في الانتخابات البرلمانية. كما اقرت اسرائيل الاحتلال فرض العقوبات الجماعية على الشعب الفلسطيني بوقف تحويل المستحقات الفلسطينية عن الضرائب الى السلطة الفلسطينية ومنع التنقل بين الضفة والقطاع وغيرها من الاجراءات التعسفية الاجرامية التي تعكس لجوء المحتل الى تصعيد العدوان الهمجي الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية الشرعية.
ان لجوء المحتل الاسرائيلي الى ممارسة سياسة تجويع الشعب الفلسطيني وتصعيد اجراءات العدوان الهمجية تنطوي على مخاطر جدية تنذر باحتمال تفجر انتفاضة ثالثة اذا ما واصل المحتل حماقته الاستعمارية. فشعب دروب الكفاح الطويلة دفاعا عن حقوقه الوطنية التي قدم على مذبحها قافلة الالوف المؤلفة من الشهداء لن يركع امام المحتلين ولن يفرط بثوابت حقوقه الوطنية. ومسؤولية قوى السلام وانصار حق الشعب الفلسطيني بالتحرر والاستقلال الوطني، من اليهود والعرب، التحرك الكفاحي للجميع وكبح جماح الوقاحة الاحتلالية العدوانية ضد الشعب الفلسطيني.
الأحد 19/2/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع