هذا نحن

قدما لتعزيز الخط الكفاحي المبدئي العريق المثابر، معا نحقق نجاحا جديدا للجبهة في الانتخابات.
اود ان تكون هذه الكلمات نداء للذاكرة الشعبية، وللضمير النقي للناس، فاقول: لنتذكر: من خاض وقاد معركة البقاء في الوطن بعد ان خلقت الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية نكبة شعبنا العربي الفلسطيني؟
البعض لا يريد العودة الى الماضي لان الماضي اصبح في خبر كان، خاصة اولئك الذين لا يملكون هذا الماضي او ان ماضيهم غير مشرف في اهم القضايا الجوهرية، لكن ماضينا هو الاساس ومن الاساس تنطلق الاستمرارية، نعتز بماضينا تماما كما نعتز بحاضرنا.
من الذي واجه مخططات السلطة لتفريقنا الى طوائف واقليات، وكأنه لا يجمعنا جامع الانتماء الاصيل لشعبنا العربي الفلسطيني الباسل، فالحديث لا يدور عن اليوم او الامس القريب بل قبل العديد من عقود السنين، اذا من خاض المعركة من اجل التعامل معنا كأقلية قومية عربية فلسطينية تعيش في وطنها؟ كان هذا هو التنفيذ الفذ لمقولة دولة كل مواطنيها بالتطبيق وخلق الواقع وليس فقط نظريا.
من الذي ناضل من اجل الغاء الحكم العسكري البغيض وكل موبقاته وبكفاح يهودي عربي مشرف، لم تكن وظيفة الحكم العسكري مرتبطة فقط بالتصاريح، بل كان الهدف ضربة الانتماء والتواصل بين ابناء الشعب الواحد، وخلق زلم العسكري لصهينة الجماهير العربية بالاضافة الى مصادرة الارض وغيرها من الجرائم والمخططات الجهنمية وهي كثيرة.
من الذي بادر الى اقامة مختلف الاطر الكفاحية للجماهير العربية من لجنة  الدفاع عن الاراضي الى اتحادات الطلاب الجامعيين والثانويين العرب؟
من الذي عقد  المؤتمرات القطرية من اجل اوسع وحدة صف دفاعا عن الارض والمأوى والانسان؟
من الذي ملأ الساحات بنشاطات وشعارات الكفاح الطبقي دفاعا عن العمال والمزارعين وكل الفئات الشعبية في اول ايار تحت الرايات الحمراء؟
من الذي اوجد الصحف الكفاحية منبرا للنضال السياسي والطبقي والاجتماعي والفكري، ومنبرا لنشر الثقافة الانسانية، ومنبرا مساعدا للمبدعين العرب من الشعراء والكتاب والنقاد والفنانين وفي طليعتها "الاتحاد" الباقية منذ سنة 1944؟
من الذي خرق "محرمات السلطة" وموقفهامن منظمة التحرير الفلسطينية واللقاءات معها والاعتراف بها كممثل شرعي لشعبنا العربي الفلسطيني المناضل الابي، كان ذلك اللقاء الاول سنة 1973.
اية قوى سياسية كانت لها الكتل المناضلة والمبدئية في الكنيست والهستدروت ومجالس العمال والبلديات ونعمات ومختلف الاطر النقابية؟
من الذي تصدى وافشل وثيقة كينيغ العنصرية وتصريحات لوبراني بتحويل الشباب العرب الى حطابين وسقائي ماء؟
جاء الحزب والجبهة وانكسر طوق الجامعات هنا وفتحت الطريق لدراسة اعداد غفيرة من الطالبات والطلاب العرب المحرومين في جامعات الاقطار الاشتراكية.
من اول من طرح وناضل من اجل السلام العادل والشامل والثابت وحق تقرير المصير للشعب العربي الفلسطيني؟
من اول من عرف الصهيونية بانها حركة رجعية عنصرية؟ كان حزبنا الشيوعي في مؤتمره الخامس سنة 1924 هو الذي عرف وعرّف.
من اول من طرح قضية المساواة التامة للجماهير العربية في وطنها، المساواة القومية والمدنية والحياتية وفي كافة المجالات؟
من الذي قاد المظاهرات ضد كل حروب اسرائيل العدوانية ومجازرها، يوم كان اليسار الصهيوني يصمت لان مدافع الاحتلال تتكلم؟
لنسأل كل اهالي مدينة وقرية عربية ومنذ سنة 1948 على الاقل عن دور رفاقنا في الحزب والجبهة ليس فقط في الدفاع عن الارض ومن اجل العمل والخدمات الصحية والثقافية والميزانيات بل كذلك من اجل بناء نسيج اجتماعي انساني ناصع الانتماء بعيد عن الانغلاق والتعصب العائلي والطائفي، لنسأل الجيل العريق عن الدور النضالي الناصع لجريدة "الاتحاد" يومها واليوم؟
اية قوة سياسية في هذه البلاد لها مثل هذه الاوليات؟ ولها مثل هذه الاستمرارية المبدئية؟ فكيف يجب الابتعاد عن الماضي؟ الذي هو الاساس المتين للحاضر والمستقبل؟
حبذا لو كان مجالا اوسع للتذكير بالتصدي لمخططات التهويد في الجليل والنقب، وكشف جريمة الجزارين ضد اهلنا في كفر قاسم، ويوم الارض الخالد، وكل المعارك القطرية والمحلية في كل قرية ومدينة من اجل العيش بكرامة في وطننا الذي لا وطن لنا سواه ومنها الدفاع عن المقدسات.
هذا التاريخ وهذه المواقف جزء من واجبنا وابعد ما يكون عن المئة والتمنين، هذا واجب حملناه ونحمله بشرف، بالرغم من كل التضحيات من طرد من العمل والوظيفة الى السجون والاعتقالات كما جرى سنة 1958 في الناصرة؟
اية قوة سياسية تضامنت مع الرافضين للخدمة العسكرية الاجبارية الاكراهية على قسم من الشباب العرب وثقفت على ذلك من منطلقات ضميرية ومبدئية وقومية كذلك؟
انا ادعي بتواضع وبموضوعية انه لا يوجد خطاب سياسي وقومي وطبقي وفكري واجتماعي جديد غير ما طرحه الحزب الشيوعي والجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة كل في مجال نشاطهما.
على هذه المواقف يجب ان تدور حملة الانتخابات، وبمنتهى الموضوعية والمسؤولية والامانة وبدون تجريح بأحد، لكن هذا هو الواقع، وهذا الواقع ليس من عندياتي، هذا هو مخزون الذاكرة والحياة الجماهيرية الشعبية خاصة العربية، ولا اعتقد ان هنالك اقلية قومية عرفت وقدرت الدور الكفاحي للشيوعيين والجبهويين وكل الناس الشرفاء مثل الاقلية العربية هنا. لانها عاشت المخططات الصهيونية على جلدها وفي نفس الوقت رأت مسؤوليتها كقوة قومية دمقراطية لها وزنها في هذه البلاد وعلى مجمل الخارطة السياسية.
ان الذي يعمل على "اسرلة" الجماهير العربية الفلسطينية هنا هي النظم العربية الرجعية التي تزاود علينا بسبب كوننا قوة يهودية عربية كما تدعي وفي نفس الوقت تلاقت وتتلاقى مع مؤامرات الاستعمار والصهيونية ضد الشعب العربي الفلسطيني وضد شعب العراق، ولبنان وغيرهم... فهي تتعامل مع القوى اليهودية الصهيونية الحاكمة بمنتهى الرخص والخوف والنذالة ولا تتعامل مع  القوى الشريفة، تتعامل مع يهود الاحتلال وليس مع يهود النضال، هذه المزاودات مرفوضة ومقرفة، فلا يوجد انصع من انتماء هذه الاقلية الى قوميتها وامتها وذلك ليس بفضل الرجعية العربية بل بسبب الموقف المبدئي والانساني للشيوعيين والجبهويين العرب واليهود.
ولنا كل المصداقية للتوجه الى الجمهور الواسع من النساء والرجال والى لاجيال الشابة من اجل تقوية هذا الخط الكفاحي العريق والمجرب ونصرة قائمة الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة في اتخابات الكنيست القريبة وبشكل دائم.

محمد نفاع *
الخميس 16/2/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع