دولة كل أوليغارخييها!

في الوقت الذي تدعي فيه الاحزاب السلطوية، التي تربعت على عرش السلطة وتتنافس اليوم في الانتخابات للكنيست السابعة عشرة للوصول ثانية الى كراسي السلطة، في الوقت الذي تدعي فيه في دعايتها انها ستحارب الفقر والتقاطب الاجتماعي الصارخ بين الاغنياء والفقراء، في هذا الوقت بالذات تنشر وسائل الاعلام تقريرا جديدا تعكس معطياته ان السياسة النيوليبرالية والخصخصة التي انتهجتها حكومة الليكود والعمل وبناديق الليكود والعمل الجدد في كديما قد حولت اسرائيل الى دولة تهيمن فيها الاوليغارخيا- الطغمة المالية التي تركز في ايدي عائلاتها الرأسمال المتزايد والمتراكم سنويا، فحسب معطيات تقرير "حجم تمركز وتركيز الرأسمال" ( بي. دي.اي- سي او دي.ي)، لسنة الفين وستة، فان ثماني عشرة عائلة اسرائيلية غنية تسيطر على ثلث مداخيل خمسمئة شركة احتكارية من القائدات في الاقتصاد الاسرائيلي. فقد ربحت عائلات الطغمة المالية الثماني عشرة في السنة الاخيرة ما يساوي سبعة وسبعين في المئة من ميزانية الدولة، وما يساوي نصف الناتج القومي الاجمالي التشغيلي  الاسرائيلي. وهذه نسبة عالية جدا من تمركز وتركيز الرأسمال  في أيدي قلة قليلة من عائلات "القطط السمان" قلما تجد مثيلها الا في بلاد الحليف الاستراتيجي في العدوان والافقار، في الولايات المتحدة الامريكية. فمقارنة مع العام الفين واربعة ازدادت عملية تركيز الرأسمال والثروة بايدي قلة قليلة من العائلات الغنية بنسبة اربعة في المئة، في العام الفين وخمسة وذلك بسبب الخصخصة كما يشير التقرير. فمن ستمئة وعشرين مليار شاقل دخلت الى جيوب ارباب الشركات الخمسمئة القائدة دخل الى جيوب العائلات الثماني عشرة مئة وثمانية وتسعون مليار شاقل.
ويؤكد واضعو التقرير ان احد العوامل الاساسية في زيادة حدة تركيز الرأسمال والارباح في ايدي قلة قليلة من عائلات الطغمة المالية يعود الى تسريع وتيرة الخصخصة ( بيع الشركات والمصالح الحكومية، شركات القطاع العام الى القطاع الخاص، الى العائلات الغنية وارباب الرأسمال الخاص - خصخصة البنوك وبيزك وكلال وال عال وشركات ومصالح صغيرة).
ان هذه المعطيات تفضح حقيقة جوهر وابعاد الهوية الطبقية الاجتماعية للسياسة الاقتصادية الاجتماعية التي مارستها حكومة شارون- نتنياهو- بيرس الكارثية، سياسة افقار الفقراء التي قلّصت مخصصات اصحاب الدخل الهزيل المحدود، مخصصات الاولاد والبطالة والتقاعد وللعائلات احادية الوالدين، واغناء الاغنياء من العائلات الاوليغارخية الغنية.
واليوم تطرح احزاب كديما اولمرت وليكود نتنياهو والعمل بيرتس على اجندة برامجها الانتخابية التمسك بمنهج ونهج "الاقتصاد الحر" او " السوق الحرة"، أي نفس النهج النيوليبرالي الكارثي، نهج الخصخصة الذي عمّق فجوات التقاطب بين الاغنياء والفقراء.


"الإتــــحـــــــاد"

الأربعاء 15/2/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع