الجبهة تقف صامدة شامخة ومنتصبة القامة
ألوحدة التي تريدها الجماهير هي الجبهة بالذات

ألحزب الشيوعي والجبهة، هي المدرسة الكبيرة الواسعة، والبيت الدافئ والطريق الموصل الى النور والى بر الامان، لكل وطني ودمقراطي في بلادنا من العرب واليهود.
الجبهة الدمقراطية التي اقامها الحزب الشيوعي وللتذكير فقط، ان نفعت الذكرى"، اقيمت واسست من اجل هدف واحد، وهو وحدة كل القوى الوطنية والدمقراطية في البلاد، وقد تحقق هذا الهدف جزئيا، ففي اول انتخابات برلمانية خاضتها في العام 1977، ضاعفت قوتها في الوسط اليهودي وحصلت على اكثر من 53% من اصوات الجماهير العربية.
الا ان هذا لم يرق للسلطة الحاكمة، فكان تصريح سيء الذكر يسرائيل كيننغ، والذي كان يشغل منصب متصرف لواء الشمال في وزارة الداخلية، والذي يدعو به السلطات الاسرائيلية الى مجابهة هذا المد الجبهوي، وذلك بالعمل على تشجيع واقامة حركات واحزاب "قومية" و "اصولية"، متبعين سياسة اسيادهم الانجليز "فرق تسد".
فكان لكيننيغ هذا ولسلطته الحاكمة ما ارادوا، حيث بدأت تظهر على الساحة العربية، ومن متذوقي الطعم الكيننغي.
الاحزاب والحركات التي ارادها بالذات، ففي اسرائيل، الدولة العبرية الصهيونية ظهرت حركات تنادي "بالاسلام هو الحل" و "الدمقراطية العربية" واخرى "بالقومية العربية"!!! وآخرون لا تعرف لهم رأسًا من اساس.
والذي تابع نشوء هذه الحركات يعي انها استمدت قوّتها وقوتها بمدى هجومها غير المبرر على الحزب الشيوعي، وكأنه السلطة الحاكمة، وهو الذي صادر اراضينا وشرد شعبنا!! يا للعجب.
والانكى من ذلك ان معظم هؤلاء تتلمذوا في مدرسة الحزب والجبهة واكلوا من صحنها، فبصقوا فيه وخرجوا، وبعد ذلك اصبحوا من دعاة الوحدة الوطنية، اما البعض منهم وعندما اصبح يتحكم ببعض المصطلحات الدخيلة على اللغة العربية ليفهمه البعض وليقول البعض الآخر يا له من داهية، انه فيلسوف عصره.
بالرغم من كل ذلك، ورغم كثرة هذه الدكاكين التي اندثر بعضها والآخر ينتظر، الا ان الجبهة تقف صامدة شامخة ومنتصبة القامة امام هؤلاء مع انها لا ترى فيهم اعداء لها بل الاحزاب الصهيونية والسلطة الحاكمة هم الاعداء.
الجبهة.. هذه المدرسة الكبيرة والبيت الدافئ الذي يحتضن خيرة ابناء شعبنا من شيوعيين وغير حزبيين من العرب واليهود، الذين ان اردت سرد اسمائهم لما اتسعتهم كل صحف البلاد، وبهذه النخبة نستطيع ان نقيّم الجبهة بانها اكبر الاطر الوحدوية في البلاد.
ولا شك في ان كل واحد من هذه النخبة بامكانه ان يقيم حزبا او اطارا اكبر من تلك الاحزاب والاطر القائمة اليوم، الا ان هؤلاء رهنوا حياتهم في درب الكفاح والنضال الجماعي، بعيدين كل البعد عن الانانية والنرجسية وحب الذات، رهنوا حياتهم لنصرة الحق وللدفاع عن الحقوق القومية واليومية لكلا الشعبين،وللدفاع عن حقوق الطبقة العاملة والمتعلمة، في الطريق الى بر الامان، طريق الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة.

(البعنة)

د. محمد حسن بكري *
الثلاثاء 14/2/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع