للمارد الجبهوي المنطلق نحو نصر جديد، ألف تحية
أفـي بـيـتـنــا ''خواجـــــا'' ؟!!

أعجبتني به قفزته تلك عن الكرسي، معلنا بقمة الدراماتيكية بأننا سقطنا من عينه، قالها وشد على عينه اليمنى بيده حتى كدته يحشرنا لنبقى فيها بينما نتدفق نحن من بؤبؤه متدافعين على عجلٍ. والعجلة، يشهد الله، من ابليس..!
"وك يهودي؟!" سأل دون انتظار جواب ماطّا سؤاله كأنه يريد به حبل زوجة أبي لهب (أم لهب؟!) يلفه حول جيدنا من مسد!!
وأنا أيضا، أعترف، كرهت اليهود ذات مرة.
كرهتهم، عندما كنت مقتنعا بأن اليهود لا يحبوننا، ويحتلون شعبنا ويميزون ضدنا.. كرهتهم عندما كان أستاذنا يبشّرنا، غدا سنلتقي اليهود، أولئك الرجال الذين سيخدمون في الجيش فيخشنون، واما أنتم فأحباب أمهاتكم يا عرب الشمينت.. كرهتهم عندما قال لنا المعلم تعلموا منهم الأدب فسمعت طالبة تسب طالبا مسبة رباعية الأحرف، تبدأ بحرف الميم وتنتهي بالكاف، وستر الله عما بينهما، وغض المعلم النظر!!
وكرهتهم عندما كانت عمتي، لا تخاف من الحياة الا اثنين، الأوتومبيل والخواجات، فهذه تدهس وتلك تبلف وكلاهما لا رحمة عنده..
كرهتهم الى أن أبصرت النموذج الآخر من العلاقة، النموذج الذي وصفه توفيق زياد قائلا "أنا لم أكره يهوديا فكره الشعب لم يدخل عروقي، لكنني أكره كره الحر حكما جائرا نشّف ريقي.."
الى أن أدركت ما أود لو أن صديقي -الذي سقطنا للتو من عينه- يدركه وهو أن ليس بيننا خواجا (وبالمناسبة، فقد أعادتني هذه الكلمة الى قواميس اللغة بحثا عن معنى هذه الكلمة البعبع، فما وجدت لها أصلا بالعربية، وبأن مرادفتها العربية "سيد")
نعم، ليس في "الجبهة" سادة، لأنه ليس فيها عبيد. بل فيها رفاق درب، رفاق فكر التقوا حبا وطواعية في سعيهم نحو غد أجمل، أجمل للجميع وقد تأكدوا بأن في هذا الغد متسعا للجميع..
ليس في الجبهة عرب ويهود، كما أنه ليس فيها، مسلمون ومسيحيون، أو رجال ونساء، انما أصحاب رؤية وقيم وأخلاق مشتركة..
ثم..
ألم يكن ماير فلنر اليهودي هو الذي اخترق الحصار الى جانب رفيقه توفيق طوبي الى قرية كفر قاسم لفضح المجزرة، بينما تلكأ أعضاء الكنيست "العرب" من أذناب الحكم العسكري؟ ألم يتلق هذا المناضل طعنة كادت تقتله عقابا على احتجاجه على العدوان الاسرائيلي عام 1967  بينما شرب بعض "العرب" دماء أشقائهم بها؟! ولن أورد هنا كل المناضلين التقدميين، بما فيهم مرشحنا الثالث في القائمة، د.دوف حنين.
ولأكتفي بايراد اقتباسين من اثنين من رافضي الخدمة العسكرية، أولهما المرشح في قائمة الجبهة، يوني بن آرتسي، والذي أجاب ردا على سؤال يتعلق بشعار ببنيامين نتنياهو، وهو زوج عمته، "قوي ضد حماس"، فقال هذا بالصوت الجريء المجلجل "أيضا في سنوات الـ 30 في المانيا وايطاليا كانوا قادة أقوياء" في اشارة الى الحكم النازي والفاشي!!
ثم ما قولك، صديقي، بالرافض حجاي مطر والذي ذكر بأن أحد أسباب رفضه للخدمة العسكرية، هو ما شاهده وتعرض له من اعتداء بوليسي في مدينتنا، الطيرة، أيام شق عابر اسرائيل على أرضنا..
أتذكر؟ أتذكر يومها عندما دعوتك الى التظاهر كيف رسمت ابتسامة صفراء ساخرة ؟!!
هؤلاء رفاقنا اذن، نفخر بهم، نفخر بسجلاتهم النضالية الشخصية وبما يمثلونه من ارث نضالي مسؤول، كان له الدور الأساس بحفظ هذه الجماهير وحفظ ملامحها..
لرفاقنا العرب واليهود، للمارد الجبهوي المنطلق نحو نصر جديد، ألف تحية في الطريق الى التاسع والعشرين من آذار، فجر نصر نهديه الى أصحاب النصر الحقيقي، نصر الثلاثين من آذار، يوم الأرض، يوم رسم وجه ووجهة جماهيرنا العربية على طريق النضال المسؤول الشجاع، المقاوم بلا مساومة، المغامر بلا مهاترة، جزءا لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني ونضاله ونواة عصية في قلب اليسار الاسرائيلي العنيد المثابر والمؤثر..

أمجد شبيطة
الثلاثاء 14/2/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع