ألمدلول السياسي للاساءة السافرة

تجتاح الشعوب العربية والاسلامية في هذه الايام موجة عارمة من النقمة الاحتجاجية والاستنكار والادانة للرسومات الكاريكاتيرية الاستفزازية التي نشرت في احدى الصحف الدنماركية، والتي تسيء الى النبي العربي الكريم محمد (صلعم) والى الشعوب العربية والاسلامية. فهذه الرسومات الكاريكاتيرية المسيئة يصور بعضها رأس النبي محمد (ص) بشكل قنبلة!! وقد جرى نقل ونشر هذه الصور الاستفزازية المسيئة في العديد من الصحف الاوروبية، في المانيا وفرنسا والسويد واستراليا وبلجيكا والنرويج وغيرها. وقد ادعى العنصريون من ارباب سياسة التفرقة والتمييز الاثني والديني، من انظمة هذه البلدان وغيرها ان نشر هذه الرسومات العنصرية المشينة يندرج في اطار "حرية التعبير عن الرأي"!! وهذا الموقف لا يعدو كونه تضليلا سافرا، فالتحريض المنهجي المسيء ضد رمز يمثل معتقدا دينيا لملايين البشر المنتشرين في مختلف بلدان وقارات عالمنا لا يندرج ابدا في اطار حرية التعبير عن الرأي والدمقراطية التي تصون حق الفرد في التعبير عن رأيه، بل يعتبر تخطيا للخطوط الحمراء في موضوع العلاقة والموقف من المعتقدات الدينية المختلفة التي تستدعي الاحترام المتبادل لحرية المعتقد و"كل من على دينه الله يعينه". هذه الرسومات الاستفزازية المسيئة، حسب رأينا، هي رسومات سياسية ولها مدلول سياسي. وهي تندرج، حسب رأينا، في اطار خدمة الاستراتيجية العدوانية الامبريالية التي تمارسها ادارة عولمة ارهاب الدولة الامريكية للهيمنة دوليا. فالمدلول السياسي والهدف السياسي من وراء هذه الرسوم المسيئة للنبي محمد (ص) وللشعوب العربية والاسلامية هو اخفاء المضمون الحقيقي والمدلول الحقيقي لهذه الهجمة الاستراتيجية الامبريالية الجديدة، اخفاء خلفيتها وبعدها الطبقي السياسي والاقتصادي- الاجتماعي، اخفاء حقيقة الهوية الطبقية والصراع الطبقي- السياسي تحت يافطة "محاربة الارهاب كونيا" واستبدال هذه الحقيقة بتصوير وايحاء وكأن الصراع الدائر هو صراع بين الحضارات والاديان، بين الحضارة الاوروبية- الامريكية المسيحية المتطورة وبين الحضارة الاسلامية والعربية المتخلفة!! والرسومات المسيئة للنبي العربي محمد (ص) بتصوير رأسه على شكل قنبلة معدة للانفجار جاءت للايحاء لكل من يشاهدها عن الرابطة العضوية بين العرب والمسلمين وبين الارهاب!! وهذه قمة السفالة التحريضية المنهجية المعادية للشعوب العربية والاسلامية ولحقيقة نضالها العادل للتخلص من عفونة بعض انظمتها، من تخلفها وتبعية انظمتها لناهبي خيراتها وثرواتها من الانظمة الامبريالية التي تسجنها في معتقل التخلف وتعرقل تطورها الحضاري العصري.
اننا اذا نستنكر وندين بشدة هذه الرسومات الاستفزازية المسيئة، فاننا نحذر شعوبنا العربية والاسلامية من مغبة الوقوع في المصيدة التي يعدها لها اعداؤها بجرها الى اشعال نيران الفتن الطائفية المدمرة لاعماء بصرها وصرف انظارها عن ما يعده لها عدوها الطبقي والسياسي، الامبريالية وخدامها، من مخططات استراتيجية تستهدف سيادتها وثرواتها.
الأحد 5/2/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع