لمواجهة أنياب الذئاب المشحوذة

منذ ان أُعلنت نتائج انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني بانتصار حركة المقاومة الاسلامية "حماس" وضعنا ايدينا على قلوبنا تحسّبا من مغبة المسلك والموقف الذي سيتخذه اعداء الشعب الفلسطيني وحقوقه الشرعية بالتحرر والاستقلال الوطني. كنا نرغب ان تكون نتائج الانتخابات الفلسطينية غيرما آلت اليه، ولكنها ارادة الشعب الفلسطيني التي حسمت بشكل دمقراطي حضاري المعركة الانتخابية لصالح حركة حماس، ويجب احترام ارادة الشعب الفلسطيني. كنا نرغب ان تكون النتائج غيرما آلت اليه، ليس لاننا ننحاز لهذا الفصيل الفلسطيني او ذاك، فنحن ننحاز ونتحزب للحقوق الوطنية الشرعية الفلسطينية، لحق شعبنا بالحرية والدولة والقدس، ونساهم بدورنا الكفاحي المتواضع لانجاز هذه الحقوق كشرط لا بد منه لبناء قواعد السلام العادل والامن والاستقرار في هذه المنطقة النازفة دمًا كنا نرغب ان تكون نتائج انتخابات التشريعي غير ما آلت اليه، لان انتصار حماس وتسلمها لزمام ادارة السلطة الفلسطينية سيجري استغلاله بشكل تضليلي سافر، من قبل المحتل الاسرائيلي واعداء الحقوق الشرعية الفلسطينية، لمصادرة الحق الفلسطيني الوطني بالتحرر والدولة والقدس والعودة. فتحت يافطة ان حركة حماس تنظيم ارهابي انطلقت قطعان الذئاب المفترسة تكشر عن انيابها وتشحذها تأهبا لافتراس الحقوق الوطنية الفلسطينية. فحكومة الاحتلال الاستيطاني الاسرائيلية قد اعلنت انه لا تفاوض مع حكومة فلسطينية في مركزها ورئاستها حركة حماس "الارهابية". هكذا اعلن رئيس الحكومة بالوكالة ايهود اولمرت وغيره من المسؤولين في حكومة الاحتلال الكارثية. والمدلول السياسي الكارثي لهذا الموقف، ليس فقط اغلاق ابواب التفاوض مع الطرف الفلسطيني واعلان انه لا يوجد شريك فلسطيني للتفاوض معه، بل الانكى من ذلك ان المحتل الاسرائيلي سيستغل اغلاق ابواب التفاوض السياسي والتغطية الامريكية والدولية المسلحة بفرية الارهاب (كأنه لا يوجد ارهاب احتلالي) لتصعيد جرائمه العدوانية والدموية ضد شعب الانتفاضة الفلسطينية – تصعيد العملية الاستيطانية وتسريع وتيرة بناء جدار الضم والفصل العنصري وتشديد حصار التجويع على المناطق الفلسطينية، وتأجيج بؤر الصراع الدموي الاسرائيلي – الفلسطيني.
لم نفاجأ بان مختلف الاحزاب الصهيونية من اقصى يمينها الى اقصى يسارها تضرب اليوم على نفس الوتر العدواني ضد الشعب الفلسطيني. فحتى رئيس حزب ميرتس – ياحد، يوسي بيلين من قادة "وثيقة جنيف" المعدود على قوى السلام الاسرائيلية "لبس قبعه ولحق ربعه" لحق اولمرت كاديما ونتنياهو الليكود وعمير بيرتس العمل في الحملة التحريضية وبدعوته امس، المجتمع الدولي، الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة، بقطع المساعدة عن السلطة الفلسطينية، بمعنى تجويع الشعب الفلسطيني بجريرة حماس، ودعوة حكومة الاحتلال الى منع ممثلي المجلس التشريعي الفلسطيني من التنقل بين القطاع والضفة الغربية.
لا شك بان نجاح حماس سيزيد من مخاطر نسج المؤامرات الاسرائيلية – الامريكية لمصادرة الحقوق الوطنية الشرعية الفلسطينية. فهل تدرك قيادة حماس مدى المخاطر الكارثية التي تستهدف حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية وتكون على قدر المسؤولية الوطنية بتغيير منهجها ونهجها السياسي المغامر الذي لا يجلب سوى المضرة لكفاح الشعب الفلسطيني العادل من اجل التحرر والاستقلال الوطني.
اننا من موقعنا في مواجهة وكر العدوان نناشد جميع انصار السلام، اليهود والعرب، في بلادنا الى رص وحدة الصف الكفاحية لمواجهة التحديات الكارثية المرتقبة ولتصعيد المعركة من اجل السلام العادل وانجاز الحقوق الوطنية الفلسطينية.
الأحد 29/1/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع