المرشح الثالث في قائمة الجبهة
د. حنين: النضال العربي اليهودي المشترك الضمانة الوحيدة لشعبي هذه البلاد

نبدأ حديثنا مع د.دوف حنين، بالسؤال المعهود اياه، حول جدوى العمل اليهودي المشترك، فاذا به يمدنا باجابة منمقة تمتد من نضال طمرة ضد المحرقة وصولا الى النموذج الخاص لقرية بلعين المحتلة ضد الجدار..
د. حنين "المجتمع الاسرائيلي مبني للأسف على الفصل بين اليهود والعرب. هذا الفصل هو نقطة القوة للجهاز السلطوي في البلاد. اليوم هنالك هجمة شرسة في اسرائيل على الدمقراطية وعلى المواطنين العرب، هنالك محاولة لعزل الجماهير العربية وحشرها بالزاوية ليكون التنكيل بها أكثر سهولة ، في هذا الوضع مسؤوليتنا أن نبذل كل الجهود لاخراج الجماهير العربية من الزاوية وبناء حزام آمن عربي يهودي..
"الشراكة العربية اليهودية التي يطرحها الحزب الشيوعي والجبهة هامة على المنظورين البعيد والقريب.
على المنظور القريب، هذه هي الطريق الأصح للدفاع عن الجماهير العربية والدمقراطية في المجتمع الاسرائيلي وأما على المنظور البعيد فهذه هي الطريق الوحيدة لانقاذ المجتمع الاسرائيلي بأكمله والحفاظ  على الدمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة فيه، فلا يمكن بناء هذا دون المجتمع العربي فهو الأكثر تضررا وعرضة للتمييز."

*قرية بلعين نموذجا..*

يؤكد د.حنين بأن أي محاولة لاحداث هذا التغيير دون الشراكة بين شعبي هذه البلاد سوف لن تجدي نفعا، وهو يقدم كنموذج التجربة النضالية في قرية بلعين، والتي يزورها د. حنين مرة في الأسبوع على الأقل، مع حركات الاحتجاج الاسرائيلية. د.حنين، لا يذهب كمتظاهر ومتضامن فقط وكوالد لأحد منظمي هذه التظاهرات من "التحرريين ضد الجدار" انما كمحام كذلك، حيث يقدم الاستشارة القضائية لأبناء القرية وشركائهم الاسرائيليين.
وعن هذه التظاهرات السلمية في بلعين يقول د. حنين "جنود الاحتلال وعلى الرغم من أن المئات فقط يشاركون في هذا النشاط، وأنهم لا يتمكنون من ايقاف الجدار بشكل تام الا أن الجنود يتعاملون معهم بعنف شرس، والسؤال هو لماذا ؟ لأن هذا النوع من النضال يهددهم ويخيفهم، هذا النوع من النضال قد يؤدي الى أن يفهم الجمهور الاسرائيلي بأن الجدار ليس آمنا انما لضم المزيد من الأرض للمستوطنات."
والى جانب بلعين، لدى د. حنين نموذج آخر يأخذه من نشاطه في الدفاع عن البيئة، فحنين والى جانب عمله كمحاضر في كلية الحقوق في جامعة تل أبيب حيث يدير مشروع العدالة البيئية هناك، يشغل أيضا منصب رئيس المجلس الأعلى لكل جمعيات الحفاظ على البيئة في اسرائيل، من مجال عمله هذا يقدم نموذجا آخر، "في اسرائيل هنالك أيضا عزل في القضايا البيئية، علما بأنه في بلاد صغيرة كهذه لا مجال للعزل في النضال من أجل البيئة، فمثلا هنالك تعاون بين طمرة عبلين وأهالي مسجاف ضد المحرقة.. وتعاون بين مواطني كفر كنا وهوشاعيا ضد مصنع مجاور، هنالك نضال مشترك في حيفا وفي النقب ضد رمات حوفاف، النضال العادل هو نضال مقنع لدى الجمهور الواسع  عندما نتحدث عن امكانيات الوصول الى المجتمع الاسرائيلي علينا أن نتعلم الكثير من النضال البييئي."

"الاتحاد": هذا الخطاب يعيدنا بشكل أو بآخر الى التحليل الطبقي الذي تمتاز به الجبهة وحزبها الشيوعي؟!


د.حنين: بالضبط، فنحن في الحزب الشيوعي نرى بأن القضايا الاجتماعية، تأخذ دورا أكثر مركزية في المجتمع الاسرائيلي، وقد قلنا هذا قبل وصول عمير بيرتس بكثير، وحللنا الواقع المنعكس بازدياد الفقر والفجوات وسحق الفئات الضعيفة.. وأننا كحزب طبقي لدينا تحليلنا وقدرتنا على اعطاء الأجوبة لهذه القضايا، وهو الطريق الأصح لمكافحة القومجية والعنصرية، فعندما نتحدث مع الناس عن ظروفهم نقول لهم من هم أعداؤهم الحقيقيون، انهم ليسوا العرب الذين يعيشون بجوارهم انما من يظلمونهم ويتسببون لهم بالفقر والبطالة.

"الاتحاد":كل هذا جميل ولكن ما هي قدرات الثأير على المجتمع الاسرائيلي في ظل الفاشية والشارونية؟!


د. حنين: فلنتفق بأن اقتحام الصحافة الاسرائيلية والوصول الى المجتمع الاسرائيلبي هو مهمة غير سهلة..


هنالك جهد كبير للصحافة الاسرائيلية لتجاهل الحزب الشيوعي والجبهة وأكثر ما يزعجهم هو تعريفنا على أننا قوة عربية يهودية مشتركة. النائبان بركة ومخول قاما بمهمة كبيرة جدا وهما ممتازان، ولكن ماذا يعلم عن ذلك الناس في الشارع الاسرائيلي؟ القليل جدا..
هنالك حاجة للنضال ضد هذه المقاطعة.. هل هذا ممكن؟! أقول بأنه صعب ولكنه ممكن.
وعن التغييرات الحادثة في المجتمع الاسرائيلي، يضرب د.حنين نموذجا من حركة رفض الخدمة العسكرية من منطلقات ضمائرية، حيث يعمل د.حنين محاميا لهذه الحركة وقد ترافع عن عدد كبير من رافضي الخدمة العسكرية. ويشير د.حنين الى الاختلاف بين عدد من حركات الرفض فبعضها يساري راديكالي والبعض الآخر أقرب الى المركز، لكنه يؤكد "حركة الرفض ، مهمة جدا في المجتمع الاسرائيلي، صحيح انها ليست عملاقة ولا يوجد بها أعداد كبيرة، لكنها مهمة جدا لأن نضالها يمس قضايا حساسة في المجتمع الاسرائيلي وبالبقرات المقدسة فيه. هذه القضية طرحت أسئلة جدا مبدئية وأخلاقية عن الرادع الأخلاقي والضمائري للشباب، ونضالنا هذا اجتذب اهتمام وسائل الاعلام في البلاد والعالم. وكان هذا التحرك هاما خاصة انه جاء رغم الضربة التي تعرض لها معسكر السلام الاسرائيلي نتيجة مواقف ايهود براك وشلومو بن عامي. كانت هنالك ردود فعل وصلت حد التهديد ولكن كان هنالك بالمقابل نوع من التفهم، وهذا النضال أكد بأن الاحتلال يجر الشباب الاسرائيليين الى ظروف بشعة، ويؤكد بأن الشعب الفلسطيني ليس الضحية الوحيدة لهذا الاحتلال رغم كل ما يعانيه، فالشباب الاسرائيليون يتدهورون بفعل خدمتهم للاحتلال الى مواقع ممنوع على أي انسان أخلاقي أن يصل اليها.."
**

حاوره: أمجد شبيطة
السبت 28/1/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع