شعب الجبارين سوف يتخطى الصعاب
ألاحتلال يوصل ''حماس'' الى السلطة

اُسفرت نتائج الانتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني عن انتصار ساحق لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" التي حصلت على 76 مقعدا من بين 132 مقعدا، الامر  الذي يمكّنها من تأليف وقيادة الحكومة الفلسطينية. علينا ان نحترم ارادة الشعب الفلسطيني وحسمه الدمقراطي بالرغم من اننا كنا نرغب ان تكون نتائج الانتخابات مختلفة وليس كما اسفرت عنها.
برأينا ان الذي ساعد "حماس" على انجاز هذا الانتصار  الساحق حقيقة ان تصويت غالبية الناخبين، او اعدادًا كبيرة منهم، ممن صوّت لحركة "حماس"، كان تصويتهم يعبر عن غضب واحتجاج، غضب محقون ومتراكم على جرائم الاحتلال الاسرائيلي الدموية. فالاحتلال الاسرائيلي بممارساته العدوانية الهمجية كان العامل الاساسي الذي اوصل "حماس" الى السلطة في هذه الانتخابات. فالاحتلال عمل على اضعاف سلطة ومكانة السلطة الوطنية الفلسطينية التي ركنها الاساسي حركة "فتح" ورئيسها محمود عباس. الاحتلال الاسرائيلي دمر البنية المدنية، والبنية العسكرية للسلطة الوطنية الفتحاوية في الاصل وفرض حصار الجوع على شعب الانتفاضة الفلسطينية، اضافة الى جرائم القتل والتدمير التي ارتكبها جند هولاكو المحتل وطالت البشر والشجر والحجر في المناطق الفلسطينية.
ففي ظل جرائم وحصار التجويع الاحتلالي وصلت نسبة الفلسطينيين  الذين يعيشون تحت خط الفقر الى حوالي ستين في المئة وفي قطاع غزة الى حوالي سبعين في المئة. وفوق هذا وذاك فان المحتل الاسرائيلي اغلق جميع ابواب الامل باحتمال التوصل الى تسوية سياسية عادلة نسبيا للصراع الاسرائيلي – الفلسطيني.
فالاحباط واليأس كانا رفيق درب وحياة الشعب الفلسطيني في المناطق الفلسطينية. و"حماس" كقوة معارضة للسلطة الفلسطينية استفادت من هذا الوضع، واستغلت الشبكة الواسعة لبنية مؤسسات الدعم الاجتماعي التي تمتلكها والمنتشرة في الضفة والقطاع لابراز انها المقاوم الاساسي للاحتلال، وان لها الدور الاكبر في تخليص قطاع غزة من براثن المحتلين، هذا من جهة، ومن جهة اخرى انها نصير الفقراء والمحتاجين التي تمتلك القدرة وتقدم الاسعاف والدعم لهم. كما ان تصويت الكثيرين لحماس جاء احتجاجا على العفن والفساد في اجهزة السلطة الوطنية المختلفة، والاحتجاج على بعض الممارسات السلطوية السيئة وعلى احتكار فئة واحدة، تيار واحد عمليا للسلطة. اضف الى ذلك الصراعات والتناقضات والانقسامات داخل "فتح" التي اثّرت سلبا على وضع هذه الحركة ومكانتها في اعين الجماهير الشعبية الفلسطينية الواسعة.
برأينا ان سيطرة "حماس" على المفاتيح الاساسية في السلطة الوطنية الفلسطينية ستدخل الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني في مرحلة اكثر تعقيدا. فسلطة فلسطينية في مركزها وعمودها الفقري "حماس" ستسهل على المحتل التمترس في مواقفه التنكرية للحقوق الوطنية الفلسطينية بالتحرر والاستقلال الوطني والتهرب من التسوية السياسية بحجة انه لا يتفاوض مع "حماس" التي يعتبرها ارهابية وبدعم من ادارة عولمة ارهاب الدولة المنظم الامريكية. مرحلة جديدة من التطور والصراع نأمل من شعبنا وقواه الوطنية الحكمة في مواجهة التحديّات الجديدة وتخطّيها لما فيه خدمة مصلحته الوطنية العليا والاساسية بالتحرر والاستقلال الوطني. ولنا الثقة بقدرة شعب الجبارين على تخطّي الصعاب.
الجمعة 27/1/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع