كلمة الاتحاد:
التهمة الجاهزة هي ((اللاسامية))

توجه اسرائيل الرسمية، حكومة واعلاماً، سهامها التحريضية بشكل هستيري هذه الايام ضد شبكة التلفزيون البريطانية "بي. بي.سي" وقد وصلت هذه الحملة المحمومة الى درجة اتهام ما تريد عرضه هذه الشبكة باللاسامية ومعاداة اليهود واسرائيل واعلان مقاطعة التعامل مع هذه المحطة والعاملين فيها. وما اثار حفيظة الحكام في بلادنا هو بحث تقريري اعده طاقم مختص لهذه المحطة يكشف بمعطياته وبالصور الصارخة المرفقة الوجه الحقيقي لاسرائيل العدوان التي تحتكر السلاح النووي في المنطقة وترتكب جرائم الحرب والمجازر الانسانية ان كان في صبرا وشاتيلا او في غيرها.
فما اخرج حكومة الكوارث اليمينية الشارونية من حبال عقلها هي التساؤلات التي يطرحها معدو التقرير والتي مدلولها السياسي يعكس الهوية العدوانية لنظام يمارس سياسة ونهجاً عدوانياً دون حسيب او رقيب دولياً، وكأنه في حل من الخضوع والالتزام بالقانون الدولي والمواثيق الدولية. فهذا التقرير الذي بث مساء امس السبت، رغم الضغوطات الصهيوينية الشرسة لمنع بثه، يطرح اسئلة في مقدمة البرنامج مثل "اي دولة في الشرق الاوسط لم تعلن عن امتلاكها لاسلحة نووية وبيولوجية وكيماوية؟" "واي دولة تخضع لاية رقابة خارجية، واي دولة تعتقل منذ 17 سنة انساناً سرب اسرارها؟ وارفقته هذه الاسئلة بتقارير مصورة عن المفاعل النووي في "ديمونه" وعن المعهد البيولوجي في نس تسيونا، واجرت مقارنة منطقية بين اسرائيل والعراق، اسرائيل التي تمتلك الطاقة النووية البيولوجية والكيماوية وترفض التوقيع على معاهدة منع انتشار اسلحة الدمار الشامل ولا احد يحرك ساكناً للمطالبة باخضاعها تحت المراقبة الدولية والكشف عن طاقتها من اسلحة الدمار الشامل. هذا في وقت خضعت فيه العراق واراضيها ومنشآتها للرقابة الدولية، والتفتيش وقيد شعبها بسلاسل الجوع والمرض والموت اكثر من 12 سنة، واخيراً واجه الحرب الاجرامية الانجلو امريكية التي ادت الى احتلال العراق استعمارياً بالرغم من عدم اكتشاف اية عينة تثبت وجود اسلحة دمار شامل في العراق!!
يكشف تقرير ال "بي.بي.سي" مدى الجرائم الهمجية ضد الانسانية التي يرتكبها العدوان الاسرائيلي والمحتل الاسرائيلي ضد الشعب العربي الفلسطيني من مذابح صبرا وشاتيلا في لبنان ودور جنرال المجازر ارئيل شارون الى المجازر والدم والتدمير في المناطق الفلسطينية المحتلة. ويقارن التقرير بين نظام الابرتهايد والعزل العنصري الذي مارسه هذا النظام في جنوب افريقيا وبين الابرتهايد والعزل العنصري الذي يمارسه الاحتلال الاسرائيلي باقامة جدران العزل العنصري في المناطق الفلسطينية المحتلة.
ان التهمة الجاهزة لدى حكومة العدوان والاحتلال والجرائم الاسرائيلية لكل من يناهض او ينتقد سياستها العدوانية انه "لاسامي" ومعادٍ لليهود ولاسرائيل، هذا في وقت تثبت فيه معطيات الواقع ان اكبر عدو للسامية ويرتكب الجرائم بحق الساميين هي السياسة الصهيونية التي يمارسها حكام اسرائيل.
نأمل ان يساهم هذا التقرير عالمياً في الكشف عن الوجه الحقيقي للعدوان الاسرائيلي الغاشم بسهم المعركة من اجل السلام العادل.

(الاتحاد)
الاحد ‏2003‏-06‏-29‏


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع