لنصرة الجبهة . . أراضينا بأيد أمينة

لم اكن احب الحديث عن الانتخابات ولم افكر يوما في الحديث عنها، لانه في اعتقادي ان الانتخابات ما هي الا لعبة سياسية قد تكون جميلة ومسلية بين قوسين، لكنها ابدا لم تكن تروقني وربما لا اجيد التعامل معها، على الرغم من كوني انتمي بكل جوارحي الى الحزب الشيوعي واجد بالفكر الشيوعي والاممي غالبية ميولي ان لم يكن كلها، وفي الانتخابات امنح صوتي بلا تردد للجبهة الدمقراطية وليدة الحزب الشيوعي.
ولكني كواحدة من مليون وربع المليون عربي يقطنون هذه البلاد، بلاد الاجداد والآباء تلك البلاد التي كانت ولا زالت معركة الحزب الشيوعي، معركة يخوضها الحزب من خلال كتلة الجبهة على مدار سنوات طوال مع السلطات في هذه البلاد، هي معركة وجود فاني ارى بانه في كل  مرة كانت الجبهة كفيلة بتقديم الشخصيات المخلصة لمثل هذه القضية. فمنذ اللحظة الاولى لقيام الدولة والحزب الشيوعي بجبهته الابية في ما بعد وشخصياته الامينة والشجاعة وهو يقوم على اساس العدل والمساواة ويطالب بالسلام وها هو اليوم يطرح وعن طريق الانتخاب الدمقراطي وليس التصنع الدمقراطي، ها هو الحزب وجبهته يطرحان شخص د. حنا سويد احد المع الشخصيات التي عالجت وتعالج قضايا الاراضي في بلادنا.
د. حنا سويد لمن لا يعرف أشغل منصب رئيس مجلس محلي قرية عيلبون لفترتين عمل خلالهما على خدمة ابناء القرية والقرى الاخرى، اقام المشاريع الخدماتية والثقافية المختلفة واسس جيلا قادرا على تطوير نفسه وبناء مستقبله وفق الشروط المتوافرة له، وبعد ذلك تنحى ليعطي الفرصة لغيره من سكان القرية لقيادتها، وبعدها شغل منصب مدير مركز التخطيط البديل،  ومن خلال عمله هذا يقوم د. حنا سويد بمتابعة قضايا هامة ومصيرية كقضية الاراضي المسلوبة بالحيل والطرق الملتوية والبيوت المهددة بالهدم، وغيرها وغيرها من القضايا التي تعتبر من اهم القضايا التي تواجهنا كاقلية في هذه البلاد، والرجل لا يتابع هذه القضايا لانها  تخص عمله فقط بل لانها تشكل قضية عمره، وهي تشغل باله وتؤرقه. والجدير ذكره بان د. حنا مهندس يدرك اسرار اللعبة التي تلعبها السلطات الاستيلاء على اراضينا وهو قادر بتقديري البسيط وشهادة العشرات ممن رافقوه في معاركه مع السلطات على ايجاد السبل لحل مثل هذه القضايا، اجل الرجل لا يملك عصا موسى ولا هو نبي يصنع المعجزات، لكنه يحمل من العلم والمعرفة والشجاعة ما يساعده على الانتصار في معركته القادمة، تلك المعركة التي يخوضها من اجلنا جميعا، وقد يكون الوحيد غير المستفيد ماديا من هذه المعركة وربما يتكبد اكثر من التعب الجسدي والارهاق، ولكن بدعمنا المعنوي له ولكتلة الجبهة نستطيع ان نتجاوز المحنة معا.
قد لا يحب د. حنا سويد الهيصة واللقاءات الصحافية، وقد لا يهتم لتسليط الاضواء عليه شخصيا، بقدر ما يرغب ان تسلط الاضواء على قضايانا، ولكني ارى بانه ليس من الخطأ ان تتحدث عن الشخص المناسب، خاصة وانه سيشغل المكان المناسب، وقد يرى البعض بان الكنيست ليست بالمكان المناسب وهناك من يرى بها مؤسسة صهيونية تخدم الفكر الصهيوني، ولكنها المنبر الوحيد الذي نستطيع من خلاله اسماع صوتنا وتذكير رجال السلطة  باننا لا نزال نعيش في هذه البلاد، ولم ولن نغادرها وانه في كل معركة انتخابية سنقدم ابرع من يذكّرهم بوجودنا.
بقي ان اقول باني دائما وابدا افخر بانتمائي للحزب الشيوعي وجبهته، ونوابنا الاوفياء لقضايا شعبنا الفلسطيني في كل مكان، نوابنا الاقوياء بقول الحق المسلحين بالعلم والمعرفة والمحصّنين بالاخلاص للوطن، اما لماذا تحدثت عن د. حنا سويد بالذات، فذلك ليس فقط لانه ابن قريتي، وليس لانه كان رئيس مجلس القرية ولكن لانه يتحلى بصفات طيبة تجعلك تفخر بانك تعرف الرجل شخصيا. فهو المتواضع، الطيب والمخلص لبيته الدافئ، الجبهة الدمقراطية والواعي لاهم قضايانا، وكما انه يسير على الدرب الذي رسمه لنا طيب الذكر رفيقنا توفيق زياد.
 د. حنا سويد يحمل الرسالة بامانة كرفاقه في الجبهة ويخوض معركة تخصنا كلنا، لذلك من حقه علينا ان نمنحه اصواتنا ليتسنى له تأدية واجبه تجاه وطنه ونحن اذا نمنحه اصواتنا لا نكافئه بقدر  ما نحمّله مسؤولية هو قدها واكثر.

نجاة نصر فواز *
الأربعاء 25/1/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع