لم تفاجئنا يا عمير بيرتس

إستمعنا بآذان صاغية وبانتباه، الى خطاب رئيس حزب العمل ومرشحه لرئاسة الحكومة، عمير بيرتس، في مؤتمر هرتسليا لارباب رأس المال ليلة امس الاول الاثنين. عندما انتخب في البرايمرز روّج ردّاحة حزب العمل ان "الباشا باشا" ويختلف حزب العمل بقيادته عن الليكود وكاديما وحتى عن رئيس وقيادة حزب العمل، من شمعون بيرس وبراك وغيرهما، وانه يطرح سياسة بديلة في شتى المجالات، وطلع الباشا "زلمة" كما فكّرنا وقيّمنا، وانه لا يختلف في المواقف السياسية، خاصة في الموقف من التسوية السياسية مع الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية، عن باقي احزاب التنكر للحقوق الوطنية الشرعية الفلسطينية. ففي البرنامج السياسي الاستراتيجي لحزب العمل الذي طرحه عمير بيرتس في مؤتمر هرتسليا تحت اسم "خارطة طريق اخلاقية" تجمعه من حيث مدلولاته السياسية قواسم مشتركة جوهرية مع برنامج كاديما وبرنامج الليكود ولا يختلف عنهما جذريا. فوفق خطة بيرتس الاخلاقية انه اذا تسلم ادارة الحكومة الجديدة فانه حتى نهاية العام الفين وعشرة سيتوصل الى الحل الدائم مع الفلسطينيين! والحل الدائم الذي يطرحه ويخطط له عمير بيرتس مبني على انسحاب من بعض المناطق الفلسطينية المحتلة، "التنازل" عن مناطق ولكن عدم العودة الى حدود السبعة والستين!! وانه في اطار هذا الحل "تبقى كتل الاستيطان الكبيرة تحت السيادة الاسرائيلية" أي ضم حوالي نصف مناطق الضفة الغربية الفلسطينية الى اسرائيل. واكثر من ذلك يؤكد عمير بيرتس "انه في حالة مواصلة الجمود السياسي" أي في حالة عدم رضوخ الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية للاملاءات الاسرائيلية بمصادرة بعض ثوابت الحقوق والسيادة الشرعية الفلسطينية فان بيرتس يؤكد، انه في مثل هذه الحالة "فان حكومة العمل تفحص امكانية فك ارتباط احادي الجانب مع الفلسطينيين من خلال اخلاء كثير من المستوطنات الهشة والمعزولة"!! ولا يختلف موقف بيرتس حزب العمل كثيرا عن موقف الليكود وكاديما فيما يتعلق بوضعية ومستقبل القدس الشرقية المحتلة عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة، فهو مع ضم القدس الشرقية الى القدس الغربية ولكن التخلص من مئتين وثلاثين الف فلسطيني من اهالي القدس الشرقية الفلسطينية يكلفون خزينة التأمين الوطني الاسرائيلي والرفاه الاجتماعي مليار شاقل سنويا، التخلص منهم يحسّن وضعية الموازنة الديموغرافية العنصرية في القدس واسرائيل لضمان الطهارة العرقية. وبهذه المواقف لا يختلف حزب العمل بقيادة عمير بيرتس عن مواقف حزب العمل التقليدية المعادية والمتنكرة لحق الشعب الفلسطيني المشروع باقامة دولته المستقلة في حدود الرابع من حزيران السبعة والستين وعاصمتها القدس الشرقية، والمتنكر بشكل مطلق لحق العودة للاجئين الفلسطينيين وفقا لقرارات الشرعية الدولية. مواقف لا تختلف جذريا عن المواقف الرفضية لليكود وكاديما المتنكرة لاستحقاقات التسوية السياسية العادلة نسبيا. فسمّور العمل اخ لحمّور كاديما في المواقف الجوهرية من الحقوق القومية الوطنية للشعب الفلسطيني، من حقه في التحرر والاستقلال الوطني. وهذه المواقف تستدعي من انصار السلام العادل وحرية الشعوب في التحرر والاستقلال الوطني حجب اصوات ضمائرها في الانتخابات المقبلة عن احزاب الاحتلال والضم المذكورة.

الأربعاء 25/1/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع