لا صوت يعلو صوت المعركة
النائب محمد بركة: سجلنا حافل والتربة خصبة ولا صوت يعلو صوت المعركة!

*النائب محمد بركة يقدم قراءة للخارطة الانتخابية في اسرائيل وبين الجماهير العربية* يقلّل من شأن غياب شارون ويحذر من المخططات الأمريكية* يلخص بعضا مما جاء في مجلس الجبهة الأخير ويضع القوعد لأي تحالف مستقبلي..* ويدعو الى رص الصفوف والانطلاق الى المعركة فـ "لا صوت يعلو صوت المعركة" *

بانتخاب قائمة مرشحيها، الأسبوع المنصرم، خطت الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، خطوة أخرى باتجاه المعركة الانتخابية القادمة لتحقيق نصر جديد لقائمتها الرائدة ونهجها المتميز على حد سواء.
امعانا بقراءة الخارطة الانتخابية العامة وفي الوسط العربي خاصة، وعن التطورات الأخيرة في البيت الجبهوي وما تحمله الأيام له، التقت "الاتحاد" برئيس مجلس الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، ورئيس قائمة الجبهة الانتخابية للدورة الثالثة على التوالي، النائب محمد بركة.

* لكل من مرشحي القائمة هامته العالية..!*

قبل الخوض بقراءة الخارطة السياسية العامة، كان لا بد أن نستهل حوارنا مع رئيس مجلس الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، النائب محمد بركة، بالسؤال حول تقييمه لجلسة مجلس الجبهة التي التأمت نهار السبت الأخير حيث انتخبت القائمة..
بركة: "قلنا قبل انعقاد الجلسة بأن هنالك عددا من الجبهويين أصحاب الكفاءات يتنافسون على كل المقاعد دون استثناء، ولذا فإن أي نتيجة كان سيفرزها أو أفرزها مجلس الجبهة كانت ستفرز أصحاب كفاءات عالية.. ولذا فاننا في الجبهة وأنا شخصيا أعتز بزملائي الذين تنافسوا جميعا وبالقائمة التي أفرزتها الارداة الجماعية."
وأضاف بركة "د. حنا سويد، د. دوف حنين ود.عفو اغبارية.. كل له قامته العالية وأنا ألمس يوميا الحماسة بين الكوادر والجماهير لهذه القائمة."
وأكد بركة بأن التنافس كان حقيقيا على كافة المقاعد بما فيها المقعد الأول، ووصف جلسة المجلس بالعرس الدمقراطي، ومضى يقول "المجلس يؤكد ما قلناه بأن المنافسة مفتوحة على المقاعد الـ119، فيما نرغب بأن  يختتم القائمة رمزنا المناضل توفيق طوبي.."
وأكد بركة على مركزية دور الحزب الشيوعي في الجبهة الدمقراطية وقال حول كل ما أشيع عن توتر العلاقة بين الجسمين "أنا على يقين بأن الاشكالات التي رافقت الأيام الأولى بعد انتخاب القائمة هي مؤقتة ونابعة عن مرارة قد تكون طبيعية الا أنني بالضرورة كنت أتمنى ألا تخرج بعض التصريحات التي أعقبت الانتخابات والتي أعتبرها مضرة، ولكن الهيئات الحزبية والجبهوية قالت كلمتها بشكل واضح والاستطلاعات التي أعقبت المجلس وان كانت غير معتمدة في المطلق الا انها تعطي مؤشرات بالغة الوضوح بأن مفاجأة الانتخابات القادمة ستكون هذه القائمة الجبهوية العربية اليهودية، وعلى الرغم من الشوائب التي رافقت مجلس الجبهة وبعد ذلك بيومين الا أننا مصرون على الحفاظ على العرس الدمقراطي الحقيقي الذي قدمناه."
وبلهجة حذرة أضاف " هنالك قضايا طفت على السطح يجب معالجتها بعد الانتخابات بمسؤولية كبيرة وبمنتهى الاهتمام ولكن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، وأنا لا أستطيع أن أطلب من كل الرفاق أن يشعروا بشكل معين، فالمشاعر شأن شخصي ذاتي لا يحق لأحد التدخل فيه، لكن من واجبي ومن واجبنا أن نطلب من الجميع أن يكرس طاقاته لانجاح الجبهة واحراز النصر وخاصة وأن كل المعطيات السياسية والجماهيرية والانتخابية تحتم احراز هذا النصر والارضية خارج البيت جاهزة وخصبة وما علينا الا أن ننهي اعداد البيت للفلاحة والزراعة للحصول على أفضل منتوج في 28.3."


 
* اليمين يهاحم العرب رفعا لأسهمه!*

الاتحاد: كيف تقرأ الخارطة الانتخابية العامة اليوم؟!

بركة: اليوم نؤكد بأن الجبهة لو لم تكن موجودة، لكان يجب ايجادها في هذه المعركة بالذات وعلى خلفية التداخل في القضايا السياسية والاجتماعية والمدنية التي نمر بها والتي تحتاج الى مواقف حازمة، خارج الحديث الضبابي عن سلام موهوم وعن حقوق اجتماعية وطبقية مرهونة بتسلط من رأسالمال الكبير كما يمثلها عمير بيرتس.
لو لم تكن الجبهة موجودة لأوجدناها اليوم، في ظل الاخطار على الجماهير العربية بدءا بالخطر المحدق بحقوقها المدنية والقومية وانتهاء بتهديد بقائها في وطنها.
في هذه المرحلة، سيسيطر على الساحة السياسية في اسرائيل ثلاثة أقطاب هي العمل والليكود وكديما وقد تكون متقاربة من حيث التمثيل وقد تكون متباعدة بشكل نسبي.
وهذه الأقطاب الثلاثة لا تحتكم الى ثلاثة أقطاب مختلفة من الفكر السياسي في اسرائيل، انما الى قطب واحد يتمثل بقضايا الاجماع القومي الصهيوني القاضي بدوس المرجعيات الدولية واعتماد  "مرجعيات" شارون وبوش والتي تقود الى الاجهاز على حقوق الشعب الفلسطيني باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وايجاد حل عادل لقضية اللاجئين.
هذه الأقطاب الثلاثة، تعتمد في القضية الاجتماعية على التهريج حول الحساسية الاجتماعية وضائقة الطبقات الفقيرة والادعاء بوجود شخصيات تتبنى الملف الاجتماعي في كل واحد من الاحزاب الثلاثة لكنها جميعا بحكم برامجها وممارساتها في الحكومات الأخيرة تدعم عمليا وبشكل مطلق رأسالمال، وبصفتي عضو في لجنة المالية البرلمانية لأكثر من 5 سنوات رأيت بأم عيني كيف يقوم مندوبو وممثلو ومبعوثو رأسالمال الكبير بصياغة القرارات في الردهات بينما كل هم السياسيين في هذه الأحزاب التملق لرأسالمال واشباع أهوائه وكنا في تلك المعمعة نغرد خارج السرب القبيح..

الاتحاد: وأين موقع الجماهير العربية من هذه المعركة؟!


بركة: فيما يتعلق بالجماهير العربية، هذه الأحزاب الثلاث (العمل، كديما والليكود) متفقة على فرض التهميش على هذه الجماهير فالقضية لا تختزل بتعيين وزير عربي لكن المشكلة بعدم توفير المساواة للمواطنين العرب في بلادهم وقد رأينا وزراء ونواب وزراء عرب في انتمائهم ولكنهم موالون للحكومات وسياساتها العنصرية.
قد "تحتل" الجماهير العربية قد موقعا بارزا في الخطاب الانتخابي العام هذه المرة لأن اليمين واليمين المتطرف ينتج أجندة انتخابية معادية للعرب ولجماهيرنا العربية من أجل رفع أسهمه الانتخابية، ومن ينظر الى برنامج أفيغدور ليبرمان مثلا يجده يكاد لا يتحدث عن أي شيء، الا عن التبادل السكاني والهاجس الدمغرافي ونحن نذكر بأن هذا الهاجس لم يجر انتاجه في مصانع ليبرمان، انما أولا في تاريخ حزب العمل من بن غوريون حتى بيرس وبيرتس. هذا ما ظهر في مخططات ما يسمى بـ"تطوير الجليل والنقب".
ثبت على الساحة السياسية للجماهير العربية بشكل واضح أنه وفي مقابل التذيل للسلطة وأحزابها لا يمكن اعتماد نهج التقوقع والانعزال خارج السياق العام في اسرائيل ونحن رأينا في السياسة العربية في اسرائيل في السنوات الاخيرة تراوحا بين الانكفاء والسلبية من ناحية أو بين المساومة مع الحكومات لتلقي الفتات من ناحية أخرى. سقوط نهجيّ التقوقع والانكفاء معا، وضع الجبهة في مركز وفي صلب نضال الجماهير العربية من أجل مصالحها الحقيقية بحيث تجمع بين نهج دمقراطي حقيقي يريد أن يؤدي بدوره على الملعب المركزي في الساحة السياسية ويواصل عبر دور تاريخي طويل تشييد وصياغة الهوية الوطنية والعزة الوطنية للجماهير العربية الفلسطينية في اسرائيل.. ولا زلنا الحزب المركزي بين هذه الجماهير وسنواصل طريقنا لحماية الناس وليس الاحتماء بالناس.

الاتحاد: غاب غياب شارون عن قراءتك هذه؟!!


بركة: لا أقبل اللغوصة بالسياسة بحيث يجري اختزال السياسة بأشخاص وأفراد. مع كل أهمية موقع شارون وحقيقة أنه حصل على انجازات غير مسبوقة لزعيم اسرائيلي من الادارة الأمريكية وهذا ما تضمنه كتاب الضمانات المشهور من 14.4.2004 والذي جرى من خلاله شطب كل المرجعيات الدولية للقضية الفلسطينية الا أنني أعتقد أن شارون وبراك قبله وربما أولمرت بعده هم جزء من هيكلية سياسية امريكية اقليمية وهنالك حركة سياسية في المنطقة تقوم الولايات بالتحكم بها بغض النظر عمن يقف في رأس الهرم في اسرائيل. كديما هو ليس حزب شارون فقط، انما حزب الادارة الأمريكية في اسرائيل وقد لاحظنا أكثر من مرة حماس كوندليزا رايس لهذا الحزب، فهو مكلف بالقيام بخطوات تنفيسية على ساحة القضية الفلسطينية وتسويق اسرائيل كأنها تسعى الى السلام مقابل الارهاب الفلسطيني وهذا غطاء للمزاعم الامريكية الاسرائيلية في المنطقة التي تتضمن احتلال العراق ولبنان والتهديدات لسوريا وضرب ايران.
وامعانا منه بالتقليل من أهمية غياب شارون الشخص عن الحلبة السياسية، أضاف بركة "من يعتقد بأن الولايات المتحدة تقيم مشهد عشق مع شارون أو غيره بشخصه او بشخوصهم، فهو اما غارق في مياه ضحلة لا تتجاوز الشبر أو جاهل مطلق.."

*فروعنا وكوادرنا جاهزة للانطلاق..*

الاتحاد: في عودة الى الشأن الجبهوي الداخلي، ما هي الخطوة القادمة بعد تشكيل القائمة؟!


بركة: اتماما للاستعدادات تجتمع سكرتارية الجبهة القطرية يوم الجمعة (اليوم) لاقرار طواقم العمل الانتخابي بما في ذلك طواقم العمل الجماهيري والاعلام والتفاوض مع القوى الأخرى.
الكوادر الجبهوية تشد الهمم لخوض هذه المعركة، وحتى في خضم الاستعدادات الداخلية لانتخاب القائمة فقد حرصت أنا شخصيا والكوادر كلها على مواصلة العمل بين الناس والجماهير. علينا أن نشخص بعض نقاط الضعف من الانتخابات السابقة والتغلب عليها وتعزيز نقاط القوة ومن أجل ذلك زرت مؤخرا النقب وباقة والطيبة وعقدنا اجتماعات مع أوساط قريبة منا نريدها أن تأخذ دورها في هذه المعركة، والى جانب ذلك فقد  نشطت الاستعدادات الداخلية دورة الدم في هذه الفروع وفروعنا جاهزة للانطلاق في المعركة الانتخابية ولكن ليس سرا اننا أجلنا بعض الخطوات التنظيمية الى ما بعد انتخاب القائمة.
"الجبهة والحزب الشيوعي ليسا اطارين موسميين، فنحن لا ننتج حزبا وجبهة قبل الانتخابات بل يقف الحزب الجبهة على اقدام ثابتة بين الجماهير وهما قادران على احراز الموقع الأول في هذا المراثون."


الاتحاد: وأخيرا، هل من جديد حول امكنيات خوض الجبهة للانتخابات ضمن تحالف مع قوى أخرى؟!


بركة: كما قلت، ستشكل سكرتارية الجبهة في جلستها القادمة (اليوم) طاقم مفاوضات مع القوى العربية واليهودية التي نرى مجالا للتعاون معها، ونحن وضعنا عددا من القواعد، فيما يتعلق بالعمل على ساحة الجماهير العربية والساحة السياسية الاسرائيلية بشكل عام، وهي:
1. العمل على رفع نسبة التصويت بين الجماهير العربية، فهذه مهمة وطنية وسياسية ودمقراطية من الدرجة الأولى.
2. كنس الاحزاب الصهيونية ومنعها من أن تأخذ أصواتنا لتستخدمها سوطا لتجلدنا به بعد الانتخابات.
3. ادارة معركة انتخابية نظيفة وشريفة تخاطب العقل ولا تخاطب الغرائز المتخلفة.
4. اقامة أوسع ما يمكن من التحالفات في أوساط عربية ويهودية  المبنية على برامج مشتركة وعلى صيانة توازن القوى الحقيقية بين مركبات التحالف وعلى رؤية سياسية واجتماعية مشتركة.
5. عدم السماح، أخلاقيا طبعا، بخوض قوائم ضعيفة وتؤدي الى هدر الأصوات وحرقها بين الجماهير العربية.
6. توقيع اتفاقيات فائض أصوات بين القوائم المركزية التي تخوض الانتخابات.
7. الحرص بالنسبة لنا في الجبهة على أن تكون تركيبة القائمة والكتلة أممية، عربية- يهودية.

وأضاف بركة "نحن نقرأ الخارطة الانتخابية والتحالفات المستقبلية وما يتلاءم وهذه الرؤيا. واضح ان هذه الفترة هي فترة تجاذب وستكون محتقنة الى حد ما ولذلك الحذر فيها هو الامر المطلوب ولا يمكن أن نتحدث عن نتائج تفاوض لم يبدأ بعد.
"بالنسبة لتحالفنا مع الحركة العربية للتغيير نستطيع أن نقول بأنه كان ناجحا ونزيها، ووفق القواعد التي ذكرناها آنفا سنقوم بالتفاوض مع الحركة العربية ومع أطراف أخرى غيرها، وطبعا القرار بذلك لا يتعلق بطرف واحد وانما برغبة الطرفين، لذلك بعد أن ينهي التجمع انتخاب قائمته، السبت (غدا) فأنا على ثقة بأنه ستكون ضرورة لعقد لقاءات تفاوضية معه ونحن لا نريد باسم عملية التفاوض أن تكون عملية شد أعصاب انما أن تجري بشكل محترم نزيه ومعقول ولا تتدحرج على عتبة تقديم القوائم."

حوار: أمجد شبيطة
السبت 21/1/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع