عـمـلـيـّـة مـغـامـِرة ومــدانــة . . .

لقد حدث امس الخميس، ما كنا قد حذّرنا من مغبته، ان يأتي الفرج لأحزاب اليمين والفاشية العنصرية المأزومة من عمل فلسطيني مغامر ينعشها ويعزز مواقعها المهتزة. فالعملية التفجيرية امس في المحطة المركزية القديمة بمدينة تل ابيب التي اوقعت عددا كبيرا من الضحايا الجرحى من الناس المدنيين الابرياء مردودها الاساسي ربح صافي لقوى اليمين، لاحزاب ارض اسرائيل الكبرى، لحزب نتنياهو بقايا الليكود المأزوم ولحزب كاديما شارون - اولمرت، لهذه الاحزاب التي تتنافس فيما بينها من منهم اكثر عداء للشعب العربي الفلسطيني ولحقوقه الشرعية العادلة، من منهم يختط برنامجا مدلوله السياسي اكثر اجراما وعدوانية ضد الحق الفلسطيني بالتحرر والاستقلال الوطني، ضد حقه في الدولة والقدس والعودة. عملية تفجيرية ضد المدنيين الابرياء ترفع من اسهم احزاب اليمين والعنصرية الفاشية وتساعدهم على حصد مزيد من المقاعد في الكنيست المقبلة، تزيد من احتمالات تحسين وضع حزب الليكود الذي يتقزّم وزنه النوعي والكمي على ساحة المنافسة الانتخابية ويعزز من مكانة حزب كاديما الكارثي. والاهم من كل ذلك من حيث المدلول السياسي ان مثل هذا العمل المغامر ضد المدنيين داخل اسرائيل يشوّه حقيقة النضال الفلسطيني العادل ضد الاحتلال وجرائمه ويوفر للمحتل الاسرائيلي ولسوائب مستوطنيه الغطاء لطمس وتبرير حقيقة الجرائم الهمجية التي يرتكبها المحتلون ضد البشر والحجر والشجر في المناطق الفلسطينية المحتلة. كما يوفر التبريرات التضليلية لمواصلة تصعيد العدوان وارتكاب الجرائم والمجازر والاغتيالات والتصفيات لشخصيات فلسطينية وتسريع وتائر الاستيطان وتوسيع رقعته ومسابقة الزمن في تسريع عملية بناء جدار الضم والعزل العنصري وتهويد القدس الشرقية المحتلة. عملية مغامرة كهذه تفتح المجال امام المحتل الاسرائيلي للتدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني لعرقلة الانتخابات البرلمانية الفلسطينية للمجلس التشريعي الفلسطيني.
اكدنا مرارا ونؤكد اليوم اكثر، خاصة في هذه الظروف المصيرية من التطور والصراع الحبلى بالمخاطر التي تهدد حاضر ومستقبل الشعب العربي الفلسطيني وحقوقه الوطنية، ان مثل هذه الاعمال التفجيرية ضد المدنيين الاسرائيليين لا تجلب سوى الضرر الجسيم للكفاح الفلسطيني العادل من اجل التحرر والاستقلال الوطني ولا يستفيد من ورائها سوى المحتل الاسرائيلي وجميع اعداء الحقوق الوطنية الفلسطينية، وخاصة ادارة عولمة ارهاب الدولة المنظم الامريكية الحليف الاستراتيجي لاسرائيل العدوان. كما اكدنا مرارا ونؤكد اليوم ادانتنا لنهج قتل المدنيين الابرياء الفلسطينيين والاسرائيليين كوسيلة للضغط السياسي او للانتقام او لتحقيق مكاسب سياسية، فسياسيا وانسانيا واخلاقيا ومن منطلق مبدئي ندين هذا النهج المغامر. كما اكدنا مرارا ونؤكد اليوم اكثر ان مواصلة الاحتلال الاسرائيلي للمناطق المحتلة مصدر كل المآسي والمسؤول الاول عن كل نقطة دم فلسطينية او اسرائيلية تراق.
الجمعة 20/1/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع