مخول يحذر من الجرائم البيئية التي ترتكبها المصانع بعلم الوزارة في البلدات العربية

*ويضيف: من حق قلنسوة ان تتنفس هواءا نقيا وعلى وزارة البيئة ان توفر الاجوبة الوافية حول الابعاد البيئية لمحرقة النفايات المخططة في شفاعمرو! *نؤوت: وزارة البيئة طالبت مصنع شارونيم بنقل انتاج الكومبوست بعيدا عن قلنسوة*

ناقش النائب عصام مخول، كتلة الجبهة الدمقراطية والعربية للتغيير، موقف وزارة البيئة من مشاريع تقوم في بعض البلدات العربية، وتشكل في الوقت ذاته خطرا بيئيا يهدد صحة الناس، وجودة البيئة، وتلوث مصادر المياه والهواء، وتشكل بنية تحتية لانتشار انواع خطيرة من الحشرات والباعوض وامراض الربو ومجاري التنفس، وطالب مخول بالالتفات الى مصنع شارونيم في الطيبة، الذي يقوم على اراض تابعة لنفوذ بلدية الطيبة، وعلى مقربة من بيوت قلنسوة.وقال: ان مسألة البيئة تمس الحقوق الديمقراطية في اعمق معانيها واوسعها، وان الحق في بيئة نظيفة وصحية، هو حق اساسي من حقوق الانسان، لا يجوز اخضاعه لحسابات تكديس الارباح، وتخفيض تكاليف اصحاب العمل.
وقال مخول، لكن اهالي مدينة قلنسوة، ليس لديهم "الحق" في فتح نوافذ بيوتهم صيفا، بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من مصنع شارونيم لاعادة تصنيع النفايات البيتية الرطبة، التي تجمع من منطقة المركز، لاعادة تصنيعها قبالة بيوت البلدة، حيث يتم نقل من 17الى 20 طن زبالة يوميا، تمر عبر شوارع المدينة.
واضاف مخول: ان مصنع شارونيم يقوم بانتاج مادة الكومبوست (التي تستعمل في زراعة المشاتل)، في اطار مبدأ التخلص من النفايات البيتية من مختلف انحاء البلاد، وهذا توجه ايجابي، لكن هل يعقل ان يدفع اهالي قلنسوة ثمن تخلص منطقة المركز من نفاياتها وزبالتها، فتغرق حياتهم في رائحة كريهة متواصلة؟!
واشاد مخول باللجنة الشعبية لجودة البيئة في قلنسوة، والتي تعمل منذ عامين على متابعة قضية مصنع شارونيم، بهدف ازالته من المنطقة، وابعاده عن مدينتهم بالتعاون مع البلدية.
وذكر مخول انه التقى مؤخرا اللجنة الشعبية في قلنسوة، حيث اطلع برفقة الدكتور دوف حنين، رئيس منظمة السقف للمنظمات البيئية في اسرائيل، على تفاصيل الاضرار البيئية التي يلحقها المصنع بقلنسوة واهلها، وخصوصا ارتفاع نسبة الامراض في جهاز التنفس، وحالات الغثيان، والالتهاب الرئوي الجرثومي من نوعA، حيث جرى حصر 5 حالات مؤخرا في قلنسوة والطيبة وحدهما، بينما معدل الاصابة بهذا الالتهاب تصل الى 8 اصابات لكل مئة الف نسمة.
وذلك اضافة الى امراض حساسية مختلفة وانتشار انواع فريدة وكميات كبيرة من الباعوض والحشرات والجرذان والافاعي.واضاف مخول: ان وثائق اللجنة الشعبية تشير الى ان وزارة البيئة على اطلاع على الوضع البيئي الخطير النابع عن المصنع، وان الوزارة كانت قد ارسلت في الماضي مفتشيها، واكدوا على صحة ادعاءات المواطنين واللجنة الشعبية، وان وزير البيئة السابق اطلع على الوضع، وزار الموقع، وتم وضع شروط واضحة للمصنع، للتخلص من الروائح الخطيرة، وان المصنع وافق على الشروط، الا ان كل هذه الاجراءات لم تؤدي الى التخلص من الروائح الكريهة المنبعثة، مما يتطلب اخراج المصنع من المنطقة ونقله الى مكان اخر، كما وعد وزير البيئة السابق.
وتطرق مخول الى المخطط لاقامة محرقة نفايات اخرى لانتاج الطاقة في مدينة شفاعمرو، وذكر ان وزارة البيئة قد عبرت عن رغبتها في المصادقة على المشروع، بالرغم من ان الوزارة اعلنت ان الوثائق التي قدمها اصحاب المبادرة تجنبت الاجابة على الاسئلة التي تتعلق بالبدائل الجغرافية التي يمكن ان يقوم فيها المشروع، والبدائل التكنولوجية للتخلص من النفايات، وانتاج الطاقة..
وتسائل مخول هل حسمت وزارة البيئة ما هو الشكل المقبول للتخلص من النفايات، الذي يجب اتباعه؟!
وقال مخول ان التخلص من النفايات هو امر ايجابي يجب تشجيعه ويتماشى مع المعركة على جودة البيئة، ولكن هل يصح اقامة مثل هذه المحرقة في داخل مدينة مثل شفاعمرو؟ وعلى بعد اقل من خمسمائة متر من بيوت المدينة! واشار ان المدخنة المقررة بارتفاع 48 مترا، تصل الى مستوى بيوت حي ظهر الكنيس في شفاعمرو، مما يعني ان الحي باكمله سيكون عرضة لكل المواد المنبعثة من هذه المحرقة.
واضاف مخول: ان اخطر ما يمكن ان يحمله مثل هذا المصنع، هو انتاج الديوكسين، الذي يستقر في الاشجار والاعشاب ويصل الى المياه الجوفية.
وتظهر الابحاث ان جسم الرجل لا يستطيع تفكيك هذه المادة، بينما يستطيع جسم المراة التخلص منها عبر حليب الام، حيث ينتقل الى الاطفال الرضع.
وطالب مخول الوزيرة باجراء الفحوصات الكافية واعطاء الاجوبة الوافية للمخاوف البيئية، قبل المصادقة على اي مشروع من هذا النوع، مؤكدا اننا لن نقبل بان تتعامل دولة اسرائيل مع البلدات العربية وكانها الساحة الخلفية للنفايات الضارة، كما يتعامل العالم الصناعي مع العالم الثالث.
وقالت وزيرة البيئة يهوديت ناؤوت، في ردها على اقوال النائب مخول حول قضية مصنع شارونيم في الطيبة، بانها تعلن وبشكل قاطع، ان دولة اسرائيل، وعلى الاقل بكل ما يتعلق بامور وزارة البيئة، لن تساهم في جعل البلدات العربية، الساحة الخلفية للنفايات والمجاري الضارة، ولن تسمح بجعل اماكن معينة "سلة النفايات" لاماكن اخرى، وليس لذلك علاقة لبلدات عربية او يهودية، بل يمكن ان يكون ذلك متعلق ببلدات ذات بنية اقتصادية متينة وبلدات ضعيفة اقتصاديا.
واضافت قائلة انه في دولة اسرائيل يتم سنويا انتاج خمسة ملايين طن من القمامة، وان وظيفة وزارة البيئة وتوجهها هو اعادة تصنيع اكبر كمية منها، والامتناع عن تبذير المواد الخام واراضي الدفن. وقالت ان تطلع المكتب حتى سنة 2010، ان تتم اعادة تصنيع %50 من النفايات.
واضافت ان مصنع شارونيم يسبب روائح كريهة لبلدة قلنسوة، ولا شك في ذلك على الاطلاق، وان المصنع قد طولب في الماضي بالمحافظة على الظروف البيئية، منعا للروائح الكريهة، فطولب بسقف مسطح انتاج مادة الكومبوست، وقد التزم اصحاب المصنع بالتعليمات التي طولبوا بتنفيذها، واتبعوا الوسائل المطلوبة منعا للروائح الكريهة، ولكن ومع ذلك، فان الروائح الكريهة لم تتوقف عن الانبعاث.
نتيجة لذلك، فقد طالبت وزارة البيئة اصحاب المصنع بنقل انتاج الكومبوست (الناتج عن اعادة تصنيع النفايات العضوية التي تسبب الروائح الكريهة) من المصنع الى مكان اخر يبعد عن البلدة.
وفي ردها على قضية محرقة النفايات لانتاج الطاقة في شفاعمرو، قالت الوزيرة ان هناك مبادرة لاقامة المصنع، وان اقامته بدعم من رئيس بلدية شفاعمرو، وان المخطط لاقامة المصنع لا يزال في مراحله الاولية، وان وزارة البيئة تنويي في هذه المرحلة ان تعطي الفرصة لجماهير البلدة للاعراب عن رايهم واسماع صوتهم وتقديم اعتراضاتهم، عن طريق تقصي مواقفهم في الموضوع.
واضافت الوزيرة ان الوزارة تعلم بوجود اعتراضات على الموضوع من قبل سكان مدينة شفاعمرو، واذا تبين ان الجماهير ومنتخبيهم يعارضون اقامة المحرقة، فان الوزارة ستمنع اقامتها في المكان.
الجمعة ‏2003‏- 06‏- 27‏


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع