هل هي بداية معالم هزيمة المحتلين في العراق؟

الانباء الواردة من العراق المحتل تشير الى تعمق ازمة المحتلين الانجلو امريكيين، مدى تورطهم في اوحال المستنقع العراقي. فيوميا تتصاعد حدة الصراع الدموي وعدم الاستقرار وتشتعل النيران اكثر تحت اقدام الغزاة المحتلين، تتصاعد جرائم المحتلين الدموية ضد المدنيين العراقيين الذين تقصف بيوتهم بحجة ملاحقة ارهابيين، وتزهق ارواحهم تحت انقاض بيوتهم المقصوفة بطائرات المحتلين ومدافعهم. كما يواجه المحتلون تصاعد نيران المقاومة التي حولت ارض العراق الى مقبرة للغزاة المحتلين. فيوميا يكبد المقاومون جيش الغزاة المحتلين الخسائر الفادحة بالارواح وبالعتاد. ويلجأ المحتلون الى تأجيج الصراع الدموي الطائفي الدموي خاصة بين السنة والشيعة، بين العرب والاكراد، بهدف صرف انظار الشعب العراقي عن وجود العدو المركزي الاحتلال الانجلو امريكي الجاثم على صدر الشعب العراقي وارض بلاده المحتلة.
ان فشل المحتل الامريكي والبريطاني في ضمان الامن والاستقرار لوجودهم الاحتلالي في العراق قد صعد من قوة القوى المعارضة للاحتلال في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا والمطالبة بجلاء قوات الاحتلال من العراق قد عكست اثرها على مكانة جورج بوش في امريكا وعلى توني بلير في بريطانيا. فانخفضت شعبية هذين النظامين الى الحضيض في بلديهما. فلامتصاص وتخدير المقاومة العراقية والقوى المناهضة للاحتلال داخل الولايات المتحدة وبريطانيا يلجأ نظاما بوش وبلير الى المناورة والمراوغة وقطع الوعود الضبابية حول مصير احتلالهما للعراق. فمن الاخبار الواردة ان وفدا امريكيا يجري محادثات سرية مع بعض قوى المقاومة العراقية!! لا نعلم من من هذه القوى تجري المحادثات ولكن ما ندركه جيدا، ان ادارة بوش وللتغطية على فشل احتلالها في العراق تريد خلق انطباع انها تعمل على اخماد انفاس المقاومة دبلوماسيا لضمان تعايش الشعب العراقي مع الاحتلال والمحتلين.
من الاخبار الواردة ان وزير الخارجية البريطانية جاك سترو، الذي قام بزيارة "مفاجئة" الى العراق واجتمع مع الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس الحكومة الجعفري صرح انه "يأمل الشروع بانسحاب تدريجي للقوات البريطانية من المحافظات التي تسيطر عليها جنوبي العراق غير محافظة البصرة" وان ذلك سيتم خلال اشهر!! انه انسحاب انتقائي ومشروط، انسحاب يبقي اقدام المحتلين راسخة في محافظة البصرة. وليس هذا فقط، فقد اشترط سترو الربط بين الانسحاب وبين التأكد من ان القوات العراقية باتت قادرة على تحمل كامل المسؤولية في المناطق المزمع الانسحاب منها!! وان تشكل في العراق "حكومة وطنية حقيقية " لا تكون مجرد واجهة على حد تعبيره!! وهي شروط توحي بان المحتل يخطط للبقاء زمنا طويلا متمترسا بشكل عدواني على ارض العراق.
صحيح ان هذه الخطوات البريطانية والامريكية تعكسان معالم بداية هزيمة المحتلين في العراق، ولكن لا يمكن ضمان الامن والاستقرار في العراق ووقف نزيف دم الصراع الا بجلاء المحتلين الغزاة الانجلو امريكيين عن جميع الاراضي العراقية وضمان حرية واستقلال وسيادة العراق.
الأحد 8/1/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع