لن تتحوّل بلداتنا العربية الى مزرعة للأحزاب الصهيونية

من الظواهر التي تثير القرف والاشمئزاز والغضب هذا الزحف المنهجي المكثف للاحزاب الصهيونية، خاصة كاديما والعمل والليكود، على مدننا وقرانا العربية، لنهب الاصوات العربية. وما يثير الاشمئزاز والغضب اكثر هو استعداد بعض الاوساط العربية، بعض رؤساء السلطات المحلية وبعض المثقفين وبعض المصلحجيين الانتهازيين وسماسرة الضمائر، لخدمة المصالح الحقيقية لشعبهم ولجماهيرهم العربية من الجلادين والمجرمين الذين اجرموا بسياستهم العدوانية والقهرية والتمييزية التي مارسوها ولا زالوا يمارسونها ضد شعبنا وجماهيرنا. ولا يندى لهؤلاء جبين ولا يخجلون من الدعوة جهارا للاحزاب الصهيونية والتجند كمقاولي اصوات لشراء ضمائر المواطنين العرب واقامة الطواقم الانتخابية المحلية والمنطقية والقطرية. انهم يحاولون تحويل مدننا وقرانا العربية الى مزرعة مدجّنة للاحزاب الصهيونية واخماد انفاس الاصوات الكفاحية المدافعة عن قضايا وهموم الاقلية القومية العربية الفلسطينية في اسرائيل، ضرب التمثيل البرلماني للجبهة والقوائم العربية.
وما يثير الاشمئزاز والغضب ان دعاة وسماسرة الاحزاب الصهيونية ينشطون تضليليا بين جماهيرنا الى درجة تصوير حزب "كديما" شارون و"عمل" عمير بيرتس و"ليكود" نتنياهو بأنها خير وافضل من يدافع عن القضايا القومية والمطلبية للمواطنين العرب وعن حق الجماهير العربية بالمساواة القومية والمطلبية، وبانهم يعملون من اجل انجاز السلام مع الشعب العربي الفلسطيني!! أتوجد وقاحة تضليلية واكاذيب فاضحة اكثر من ذلك!! بعضهم يسوّق الكذبة المنهجية بأن شارون الذي فكّ الارتباط مع قطاع غزة هو وفقط هو القادر على صنع السلام مع الفلسطينيين، فأعطوا اصواتكم يا عرب لحزب كديما شارون نصير شعبكم الفلسطيني!! أللهمّ لا شماتة باصابة شارون بالجلطة الدماغية التي قد تخرجه من دائرة النشاط السياسي، ولا احد يعلم ماذا سيكون مصير حزب الرجل الواحد، حزب كاديما شارون، ولكن أي سلام هذا الذي يتحدثون عنه وحكومة شارون- موفاز تواصل الى يومنا هذا ارتكاب الجرائم العدوانية في قطاع غزة والضفة الغربية؟
فحتى لا تتحول مدننا وقرانا الى مزرعة للاحزاب الصهيونية، لاحزاب القهر القومي والتمييز العنصري، فان مهمة القوى التقدمية والوطنية والتي في مركزها الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، تكثيف نشاطها السياسي الجماهيري الانتخابي بين الجماهير العربية لصيانة الصوت العربي من لصوص وسماسرة الاحزاب الصهيونية، والعمل على رفع نسبة التصويت بين الجماهير العربية، زيادة التمثيل البرلماني للجبهة ولقوى السلام والمساواة والعدالة الاجتماعية، اليهودية والعربية. ولنا كل الثقة بدرجة وعي الجماهير العربية، خاصة في هذا الظرف المصيري الذي تمرّ به، ان تحسن الاختيار في هذه المعركة الانتخابية وتعطي اصوات ضمائرها للقوى التي تستحقها، للقوى التي تدافع بمبدئية واخلاص ومثابرة عن قضاياها المصيرية والمطلبية، عن حقوقها القومية والمدنية، الجماعية والفردية.
الجمعة 6/1/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع