بركة: الجدار الفاصل هو بناء غيتوات للفلسطينيين

اكد النائب محمد بركة، رئيس كتلة الجبهة الدمقراطية والعربية للتغيير، خلال نقاش في الكنيست، حول قضية اخلاء المستوطنات وبناء الجدار الامني في مناطق الضفة الغربية،ان رئيس الحكومة شارون أوعز لوزراء حكومته ان بامكانهم البناء والاستيطان ولكن بدون الاعلان، اي ان كل العرض والمسرحية المتعلقة باخلاء المستوطنات المشروعة وغير المشروعة، مع العلم انه لا توجد مستوطنات شرعية، هي فقط مسرحية من اجل عدسات التلفزيون لبثها خارج البلاد، وانه معروف ان هذا العرض لا يمت بصلة الى اخلاء المستوطنات لان اخلاء المستوطنات يجب ان يكون في اطار حل دائم.واضاف بركة ان ما تقوم به الحكومة الاسرائيلية بالنسبة لاخلاء المستوطنات هو مسرحية، لان هنالك حزبان في الائتلاف الحكومي وهما المفدال والاتحاد القومي والذين يمثلان المستوطنين، لا بد وانهم حصلوا على تطمينات من رئيس الحكومة بالنسبة لاخلاء المستوطنات، وهذا ما يدفعهم الى البقاء في الائتلاف، حيث ان عدد كبير منهم ان لم يكن كلهم مستوطنين.واكد بركة انه في النهاية لن يبقى مستوطنين ولا مستوطنات، وانه بعد زوال المستوطنات سوف يعود المستوطنون الى داخل حدود دولة اسرائيل، وانه ربما هناك خلاف حول المستوطنات، اذ ان هناك من يؤيد المستوطنات الامنية وهناك من يعارض المستوطنات السياسية وذلك عن طريق العديد من المصطلحات المبهمة، ولكن هناك امر واحد يشكل عائقا امام السلام وهو الجدار الامني الذي تقوم اسرائيل ببنائه في الضفة الغربية.
وتطرق بركة الى زيارته الى قرية نزلة عيسى بالقرب من باقة الشرقية حيث قال ان هذه القرية هي احد الاماكن الذي سيمر بها الجدار الامني، وسوف يقام في المنطقة جدار آخر يتفرع من الجدار الرئيسي ليلتف حول العديد من القرى والبيوت والاراضي وسوف يفصل الناس عن اراضيهم وعن مصادر رزقهم، حيث انه من المعروف ان في المنطقة سوق تجاري يتمتع بحركة تجارية نشطة والذي يشكل المتنفس الاقتصادي الوحيد الذي بقي للفلسطينيين في الضفة الغربية، اي ان هذا الجدار سوف يكون بمثابة جدار للجيتو الذي سيعيش فيه المواطنون الفلسطينيون في تلك المنطقة.
وتطرق بركة الى ما قاله حاييم رامون من حزب العمل حول تباطؤ الحكومة في بناء الجدار وكأن الجدار هو الامل او طوق النجاة الى السلام، حيث قال ان بناء هذا الجدار لن يولد سوى الكوارث والمآسي لاكثر من 200 الف فلسطيني، حيث انهم سيصبحون داخل جيتوات مفصولين عن عائلاتهم وعن اراضيهم محاطين بالجدار من اربع جهات كما هو الامر في قلقيلية وطولكرم، وان اقامة هذا الجدار هو ليس مساسا بالحق في حرية التنقل انما هو احتلال تام للحياة بكافة مجالاتها، وانه مساس بالحق في التملك ومساس بمصادر الرزق.
وقال بركة انه من الصعب فهم عقلية الحكومة، التي لا تخجل من اعادة تاريخ شعبها، ليس من منطلق سياسي او ائتلاف او معارضة، انما من منطلق كونهم يهود مروا في تجربة الجيتو الماساوية.
واكد بركة انه الوحيد الذي قال ان اقامة هذا الجدار هو لعبة تلعبها الحكومة مع الشعب لتوفر له الاجوبة على المسالة الامنية، ولكن الاجابة على المسالة الامنية ليست باقامة الجدار الذي يحبط اي افق للتوصل الى حل سياسي مع الشعب الفلسطيني ، انما يجب السير في مفاوضات حول حل دائم مع القيادة الفلسطينية المتمثلة برئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات ورئيس الحكومة ابو مازن والقيادات القابعة في السجون الاسرائيلية مثل مروان البرغوثي وحسام خضر وعبد الرحيم ملوح وركاد سلام.
واضاف بركة انه في كل مرة تحاول الحكومة الفلسطينية التوصل الى وقف لاطلاق النار او هدنة، وهي بالفعل تعمل على هذا الموضوع من خلال الحوار مع الفصائل الفلسطينية المختلفة، تقوم الحكومة الاسرائيلية بخلق الاسباب لافشال مساعي الحكومة الفلسطينية وتصعيد الاجواء، مرة عن طريق محاولة اغتيال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي ومرة اخرى عن طريق اغتيال عبدالله القواسمة، واضاف ان على اسرائيل ان لا تستهتر بجهود الحكومة الفلسطينية حتى ولو كان الامر يهدف الى انقاذ حياة انسان واحد.
وتوجه بركة الى اعضاء حزب العمل حيث قال انهم عندما يشددون على مسألة اقامة الجدار لضمان الامن، فان هذا الامر هو رؤية سياسية مختلفة لا تمت للامن بصلة، بل انها محاولة لخلق صورة وكأن الاحتلال والسيطرة على الشعب الفلسطيني والمستوطنات ورفض السلام ليست هي المشكلة الاساسية لعدم الاستقرار الامني، ولكن الحقيقة هي ان كل هذه الامور بما فيها الجدار هي الاسباب الرئيسية لعدم الاستقرار الامني.
واختتم بركة حديثه حيث قال انه يجب على المعارضة وعلى المواطنين في اسرائيل يهودا وعربا التصدي لرافضي السلام في هذه الحكومة والتوجه الى طريق السلام والمفاوضات للتوصل الى حل دائم وعادل على اساس دولتين لشعبين
الخميس ‏2003‏-06‏-26‏


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع