أَوقفوا هذا الانفلات الأمني الكارثي!

نعض على النوافذ غضبا ونحن نستمع الى "المعلقين الاسرائيليين" يحلّلون بفرح وتشف ظاهرة الانفلات الامني في المناطق الفلسطينية المحتلة، في الضفة الغربية وقطاع غزة، ورسالة تحليلاتهم موجهة بالاساس للرأي العام  الاسرائيلي والعالمي ومدلولاتها الاساسية "ان انظروا الى من لاسرائيل شأن، مع عصابات مسلحة تعيث فسادا واقتتالا، بين الشرطة الفلسطينية ومسلحين من داخل فتح، مجموعة مسلحين يقتحمون مكاتب ومراكز السلطة الوطنية الفلسطينية في هذه المدينة او تلك ويستولون عليها!! الم تقل اسرائيل الرسمية ان ابو  مازن رئيس السلطة الوطنية ضعيف ولا يسيطر على الوضع!! الم تقل اسرائيل الرسمية انه لا يوجد ند وشريك في الطرف الفلسطيني يمكن التفاوض معه!!"
ان هذا الانفلات الامني لا يخدم ابدا المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني في نضاله العادل من اجل التحرر والاستقلال الوطني بل يجلب الضرر الكارثي الذي لا يستفيد منه سوى اعداء الشعب الفلسطيني وفي مقدمتهم الاحتلال الاسرائيلي. فهذا الانفلات الامني يأتي في وقت يصعّد فيه المحتل الاسرائيلي من جرائمه العدوانية، من قصف وقتل وهدم وتصفية واغتيالات. يأتي هذا الانفلات في وقت تصعّد فيه حكومة الكوارث الشارونية من جرائمها الدموية ضد الفلسطينيين في الضفة والقطاع واستغلال دم الضحايا الفلسطينيين المسفوك غدرا وعدوانا كوسيلة لزيادة مقاعد حزب شارون كاديما وغيره من قوى اليمين والعدوان. يأتي الانفلات الامني في وقت تحتل فيه اسرائيل عمليا من جديد شمال قطاع غزة وتحوله الى منطقة عازلة وتنشر قواتها ودباباتها من جديد على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة.
يأتي الانفلات الامني في وقت يسابق فيه المحتل الاسرائيلي الزمن لتهويد القدس الشرقية المحتلة وفصلها بجدار الضم عن محيطها الفلسطيني. يجري الانفلات الامني في وقت يعمل فيه المحتل الاسرائيلي لحرمان اهالي القدس الشرقية العربية من المشاركة في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني، وعرقلة قيام هذه الانتخابات في الخامس والعشرين من شهر كانون الثاني الجاري.
اننا نهيب بكم يا اخوتنا ونناشدكم بان توقفوا جميع مظاهر الانفلات الامني والالتزام بقرار التهدئة الفلسطيني وان تجنحوا الى الحوار الحضاري في حل المشاكل ونقاط الاختلاف، فبهذا تخدمون المصلحة الوطنية العليا لشعبكم، خاصة في هذا الظرف المصيري من الصراع الذي يتطلب تعزيز اللحمة ووحدة الصف الوطنية الفلسطينية الكفاحية.
الأربعاء 4/1/2006


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع