اعداء الفئات المسحوقة
أوقفوا الانشغال بقضية الفقر!!

بعد صدور التقارير المتعددة، وخاصة تقرير مؤسسة التأمين الوطني، بمعطياتها الصارخة عن حالة الفقر المتردية وزيادة عدد الفقراء واتساع فجوات التقاطب الاجتماعي بين الاغنياء والفقراء، بعد صدور هذه التقارير اخذ عدد من الاحزاب الصهيونية وقادتها يذرفون دموع التماسيح وكأن قلوبهم تتقطع الما على حالة الفقراء والمحتاجين، وانهم سيضعون في مركز سلم اهتماماتهم محاربة الفقر وانتشال الفقراء من هاوية البؤس والفقر والمجاعة! وللذمة والحقيقة ان من رفع اسهم القضايا الاجتماعية وبضمنها قضية الفقر واضطر مختلف الاحزاب الصهيونية الى وضعها على اجندتها الدعائية هو رئيس حزب "العمل" عمير بيرتس في المرحلة الاولى ابان منافسته على رئاسة حزب العمل في الانتخابات التمهيدية، هذا مع العلم ان حزب العمل كان شريكا في حكومة الافقار الشارونية وفي المآسي الاجتماعية التي خلفتها السياسة النيولبرالية التي انتهجتها.
ومن سارع، وبشكل مؤقت، وبهدف الاستهلاك الانتخابي في سوق السمسرة الانتخابية هي الاحزاب التي تتحمل سياستها الممارسة المسؤولية الكاملة عن زيادة حدة الفقر واتساع نطاقه جماهيريا بشكل صارخ، هي احزاب الليكود وكاديما شارون المنشق عن الليكود و "العمل". فحزب كاديما على لسان وزير المالية ايهود اولمرت سارع الى الاعلان انه يجري بالتنسيق مع شارون بلورة خطة لمحاربة الفقر!! ورئيس ما تبقى من الليكود، بنيامين نتنياهو قائد اوركسترا النيولبرالية التي كانت نتيجتها زيادة عدد الفقراء في عهد خطته الاقتصادية بحوالي اربعمئة الف فقير جديد خلال سنتين، نتنياهو هذا ادعى في خطابه الاخير امام مركز الليكود "انه القادر على محاربة الفقر، وانه يوجد فائض ميزانية كاف لمحاربة الفقر وانه سيقلص ميزانية "الامن" باربعة مليارات شاقل"!!
ينطبق على هذه الاحزاب وقادتها وتصريحاتهم المثل القائل "كلام الليل مدهون بزبدة، كلام الليل يمحوه النهار"، فهويتهم الطبقية الايديولوجية والسياسية تتناقض وخدمة مصالح الفقراء والمحتاجين والعاملين من ذوي الدخل المحدود. ولهذا لا نتفاجأ امام الحقائق انه يوميا وكلما اقتربنا من موعد الانتخابات البرلمانية تنخفض اسهم انشغال احزاب كاديما والليكود والعمل بالقضايا الاجتماعية، بقضايا الفقراء ومحاربة الفقر، وارتفاع اسهم المزاودة بين هذه الاحزاب في قضايا "الامن" وابراز مدى العداء للحقوق الوطنية الفلسطينية، المزاودة في انجع السبل لضرب الكفاح العادل الفلسطيني والانتقاص من ثوابت حقوقه الوطنية الشرعية. لقد وصل الامر بالمسؤول الاعلامي في حزب كاديما شارون، رؤوبين ادلر، ان يأمر قادة كاديما بعدم الانشغال في موضوع الفقر وعدم الحديث عن القضايا الاجتماعية المأساوية في اسرائيل!! انه يستهدف شد الحبال على ساحة المنافسة الانتخابية باتجاه التركيز على القضية الامنية، خاصة وان حكومة الكوارث الشارونية ترتكب في هذه الايام جريمة عدوانية تتمحور حول تحويل شمال قطاع غزة الى منطقة عازلة يعاني اهلها من عدم الاستقرار والامن، من القصف العدواني المتواصل. وقد اثبتت الحقائق المأساوية العلاقة الجدلية بين اعداء السلام العادل، اعداء الحقوق الشرعية الوطنية الفلسطينية وبين اعداء الفئات الاجتماعية المسحوقة في اسرائيل.
الخميس 29/12/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع