''لو بيستحي القاق ما غنّى''

بشرى سارة نزفها لابناء الطائفة العربية الدرزية في البلاد حيث ان اعضاء الكنيست الدروز وخاصة نائب وزيرة المعارف، والذي يدعي انه وزير الرياضة قد حلوا كل المشاكل المتعلقة بقرانا ونحن اليوم نعيش في بحبوحة من السعادة والهناء، فبعض قرانا حصلت على انجاز  عظيم، حيث تنقطع المياه فيها لعشرين ساعة واكثر في اليوم، والنفايات تتراكم في الشوارع عشرات الايام تاركة الروائح "الطيبة" والمناظر الخلابة... زد على ذلك ان موظفي السلطات لا ينالون رواتبهم منذ بضعة اشهر لا تتجاوز العشرة ولا ضرر في ذلك لان البنوك تعطيهم القروض بفائدة "بسيطة" والشواقل تنبت هذه الايام في المشاتل وعلى الاشجار بعد الامطار المباركة.
اما عن البطالة فحدث ولا حرج حيث ان النائب المحترم وزملاءه خفضوا نسبة البطالة الى 35% او اكثر في معظم القرى مقابل 9% في باقي البلاد. كل ذلك بفضل الامراء العرب والزعماء العالميين الذين يقابلهم من حين الى آخر وحولوا مصانعهم الى قرانا.
وعلى فكرة فالحركة الرياضية التي يدعي النائب المحترم انه المسؤول عنها، فهي في اوجها، فالفرق الرياضية في القرى العربية الدرزية بكل فروعها تتصدر اللوائح واكبر دليل على ذلك الملاعب الحديثة مثل ملعب الدوحة في سخنين – آسف – آسف سخنين بلد عربي مش درزي الله يخزي ابليس – سامحونا.
استميحكم عذرا انني لن أدخل في تفاصيل الانجازات الجبارة الاخرى في مجال التربية والتعليم وخاصة الاكاديمية التي حققها اصحاب الشأن لان ذلك سيدخلنا في سرد طويل لا مجال لنا فيه ولكن نذكر على سبيل المثال لا الحصر اننا اخلاقيا لا نقبل على انفسنا ان نقف في مقدمة طابور الخريجين او الطلاب الجامعيين وتواضعا منا فيجب ان نبقى في المؤخرة – من وراء – أأدب – أأدب؟؟
وبعد ان انهى الزعيم المحترم كل مهامه وانجازاته الجبارة تفرغ نائب الوزيرة المعظم لمعالجة مشاكل المرأة ومكانتها في البلاد – فقد جُن جنونه عندما سمع بتصريح زئيف فينر رئيس رابطة المستقلين في البلاد، الذي قال ان الفتاة الدرزية مستعدة ان تشتغل بأجر زهيد اقل من أجر الحد الادنى المعروف وذلك افضل لها من البطالة والتسجيل لرسومها، وطلب النائب المحترم من زئيف المذكور من على صفحات جريدة هآرتس الاعتذار للفتيات الدرزيات خاصة والطائفة عامة. ولما كنا نرفض ويرفض كل شريف تصريحات الفينر المذكور العنصرية فنحن "نعترف" للنائب المحترم واسياده الذين دافعوا مستميتين عن اغلاق مصانع النسيج في قرانا والتي كانت نتيجتها خروج حوالي ثلاثة آلاف عاملة الى صفوف البطالة، ولم ينم الليل ولا النهار حتى ضاقت المناطق الصناعية في قرانا بالمصانع الحديثة من الهايتك وغيرها، عيب والله عيب، الا تخجل انت واصحابك في الحكومة؟ ماذا فعلتم لحل الازمة الخانقة من البطالة؟ ولكن الحق مع العجوز الحكيمة "لو بيستحي القاق ما غنى".
واما آخر تقليعة للنائب المحترم، فهو رفضه القاطع والتام لتسنّم السيدة المحترمة وزيرته سابقا تسيبي ليبني (حيث عمل مديرا عاما في وزارتها للتعاون الاقليمي في حكومة شارون السابقة) مهام وزارة الدفاع، اذ لا يجوز ولا يمكن باي حال من الاحوال ان تشغل امرأة منصبا كهذا، فهو لا يريد وزيرا (ة) للدفاع ستولول وتبكي اذا وصلت الى موقع فيه مصابون وقتلى وهو يريد رجلا عسكريا مثله رجلا حديديا مثل رئيس حكومته ليرد الصاع صاعين، يقصف ويهدم ويقتل رجالا ونساء واطفال، قلبه كالصوان لا يتحرك ولا يلين ذا خبرة وتجارب في الاجرام.
عشت وتعيش يا بطل، يا هيك يا بلاش، لقد صدق فيك افينر شليف عندما كتب يجيب على جواهرك: اذا كان لا يجوز لامرأة ان تتسلم منصب وزارة الدفاع فلا يجوز لدرزي ان يكون عضو كنيست من فمكِ الى باب الله يا افنير.
اما انتِ يا ست تسيبي ليبني، هيك ربيت مديرك؟ نحن نتمنى ان تصبحي وزيرة للدفاع على وعسى ان يكون قلبك كأم ارق واشفق من القادة المتهورين اصحاب القبضات الحديدية اللئيمة التي يريها نائب الوزيرة المحترم.

(يركا)

محمد رمال *
الأربعاء 28/12/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع