في الساحة الكبيرة، في قرية ما وقف مرشح الرئاسة امام جمهور غفير، لم يطُل حبل خطابه، بل اقتصر على رشق وجوههم العابسة بهذه الوعود:
سأبني ثلاثة بيوت للدعارة وسأفتتحها بنفسي بالقول وبالفعل!
سأبني اربعة بارات لنغب الخمور، وسأكون الشارب الأول لأول ابريق!
سأحارب كل اعادئكم حتى النصر المؤزّر في الخارج والداخل!
سأمنحكم المال لترتادوا المواخير والخمّارات كي ينجلي غمّ ابصاركم وقلوبكم!
سأمحو الفقر من كتاب حياتكم، فلا تقرأون سطرا في كتاب بعد اليوم!
سأزيل عن ظهوركم هموم الماضي الثقيلة، وسأنزع من عقولكم مخاوف المستقبل المظلمة!
سأجعلكم تعيشون مقيدين في رغد اللحظة، منغمسين في ملذّاتها!
وأخيرا! سأبني سجونا عدد قمراتها بعددكم! والويل للمارقين!
نجح المرشح الرئاسي بتأييد من الجماهير الغفيرة، وأنجز حرّ ما وعد!
وما زال الناس بالمشاريع والسجون ينعمون والأعداء في الخارج والداخل يتكاثرون.

(كابول)